Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المدينة المنورة عاصمة للثقافة لعام 2013م

طيبة الطيبة زادها الله جمالا وبهاء وضياء، استنارت بنور وجهه صلى الله عليه وسلم منذ أن أقبل عليها بأبي وأمي – صلى الله عليه وسلم - فاستقبله أهلها استقبالا حافلا في احتفالية كبرى بأهازيجهم: " طلع البدر

A A
طيبة الطيبة زادها الله جمالا وبهاء وضياء، استنارت بنور وجهه صلى الله عليه وسلم منذ أن أقبل عليها بأبي وأمي – صلى الله عليه وسلم - فاستقبله أهلها استقبالا حافلا في احتفالية كبرى بأهازيجهم: " طلع البدر علينا" فمنذ أن دخلها ملأ نور وجهه المنير– صلى الله عليه وسلم - أركانها من أقصاها إلى أقصاها، فهي منورة، ونيرة، ومستنيرة إلى أن تقوم الساعة. وهي طيبة الطيبة، ودار الإيمان، وطابة، طاب ماؤها وهواؤها وتربتها، وهي سيدة المدائن على الإطلاق، وهي مهاجر النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، والتربة التي تضم جسده الشريف، وقد كسا الله المدينة بجمال طبيعة لا يوجد له مثيل في العالم أجمع: فجبالها، وهضابها، وحرّاتها، وأوديتها، وسهولها، وجنباتها قد تضوعت مسكا وطيبا بعبق أنفاس الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم – حتى أصبحت مضيئة مشرقة تسر الزائرين والمحبين لها ولساكنها عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.. مناقبها كثيرة وفضائلها جمة لا يمكن حصرها في مقال صغير، ولكن من شدة حبّنا لها، انحرف بنا المقال عن موضوعنا الرئيس وهو المدينة المنورة عاصمة للثقافة لعام 2013م وقد وقع الاختيار على المدينة المنورة بأن تكون عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2013م (1434هـ)، حسب البرنامج المعد والذي أطلقته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأيسسكو) في عام 2001م، باختيار عاصمة للثقافة من كل دولة إسلامية، بحيث تسند إلى ثلاث مدن إسلامية عريقة في كل عام، واختيار مدينة عن كل منطقة من المناطق الإسلامية: واحدة للعالم العربي، والثانية في أفريقيا، والثالثة من آسيا. وتمتد احتفالات هذه التظاهرة لكل مدينة مختارة لمدة عام كامل. إن الاحتفال بيوم المدينة المنورة كعاصمة للثقافة الإسلامية يبدأ في 8 ربيع الأول من هذا العام 1434هـ ، والذي سوف يكون بداية انطلاقته من مسجد قباء أول مسجد أُسس على التقوى. وهذه التظاهرة هي الانطلاقة الحقيقية بأن تكون المدينة المنورة عاصمة أبدية للثقافة الإسلامية، لأن من أهداف برنامج عاصمة الثقافة هو: نشر الثقافة الإسلامية، وتجديد مضامينها، وإنعاش رسالتها، وتخليد أمجادها الثقافية والحضارية. فهل هناك أفضل من المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام في تحقيق وتوصيل هذه الرسالة العصماء؟ نحن نقترح على المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأيسسكو)، أن تتبني مشروع الموافقة على أن تكون المدينة المنورة العاصمة الأولى للثقافة الإسلامية اعترافا، وإجلالا، وتقديرا لما قدمته هذه المدينة المباركة من نشر للعلم والمعرفة بتوجيه وإرشاد من سيدنا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، وهي ما زالت تقدم حتى يومنا هذا الكثير من فضائل الأعمال.إن دورنا الحقيقي هو أن نعنى بالثقافة الإسلامية في مدينة المصطفى – صلى الله عليه وسلم - قولا وعملا، وذلك بالحفاظ على ما بقي من آثارها، وتوثيق مواقعها، وجمع شتات ما كتب عنها، وتشجيع الباحثين في الكتابة عن خصائصها الطبيعية والبشرية، والاستفادة من أهلها القدامى، والمثقفين منهم في توثيق أحيائها، وأحواشها، وأسواقها، ومساجدها، وأحوالها الاجتماعية، وكل ما يتعلق بالعلم والثقافة في هذه المدينة المقدسة. بدون التوثيق لهذه الآثار المحمدية، والتي هي جزء من موروثنا الثقافي لا يمكن أن تعرف الأجيال القادمة في العالم الإسلامي عن هذه المدينة العريقة المباركة، وما خلّفه لنا سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام من معالم حضارية سوف تزهو بها المدينة وتعلو بها هامتها على بقية المدائن في العالم أجمع. فهل نحن فاعلون؟
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store