Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مأساة النازحين: ماذا فعل الائتلاف الوطني؟

بغض عن النظر عن مطالبات المعارضة السورية المسلحة وواجهتها السياسية المتمثلة في الائتلاف الوطني، بضرورة تكثيف تسليح الجيش الحر وفرض مناطق حظر جوي على الجيش السوري، فإن الائتلاف مطالب بوضع خطة عمل مي

A A

بغض عن النظر عن مطالبات المعارضة السورية المسلحة وواجهتها السياسية المتمثلة في الائتلاف الوطني، بضرورة تكثيف تسليح الجيش الحر وفرض مناطق حظر جوي على الجيش السوري، فإن الائتلاف مطالب بوضع خطة عمل ميدانية لتحسين ظروف النازحين السوريين في كل من لبنان والأردن وتركيا.
معظم النازحين السوريين يفتقرون إلى كثير من مقومات المعيشة التي تلبي احتياجاتهم الأولية. وفي فصل الشتاء شديد البرودة الذي يجتاح جميع البلاد التي تؤوي النازحين السوريين في المخيمات، وقعت حالات وفيات ليست بالقليلة من جراء الأمطار الغزيرة وانخفاض درجات الحرارة بصورة قاسية. ولعل الكارثة الإنسانية التي وقعت في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن - يضم مخيم الزعتري أربعة وستين ألف نازح سوري - هي أبلغ دليل على الظروف المأساوية التي يعيش في ظلها هؤلاء النازحون.
إننا لم نر حتى الآن أحد أعضاء الائتلاف الوطني وهو يزور أحد مخيمات اللاجئين، كما أن خطاب الائتلاف يكاد يكون خالياً من استنهاض ضمير الأمة العربية وما يسمى بالمجتمع الدولي، لوضع حد لهذه الكارثة الإنسانية التي تتفاقم يوما بعد يوم. أما التبرعات الكبيرة التي وصلت للائتلاف من الكثير من الدول، فلم يصدر بشأنها بيان يوضح أوجه إنفاقها، ويوضح نصيب النازحين منها. وهو شيء لا يبشر بخير ولا يدعو للتفاؤل، إضافة إلى أنه يرسم عشرات علامات الاستفهام الخطيرة والمحيرة في آن.
إنني إذ أسلم مع الائتلاف الوطني وباقي قوى المعارضة سواء المؤيدة أم الرافضة لخيار العسكرة، بأن النظام هو المسؤول الأول عن اندلاع أعمال العنف التي سرعان ما تحولت إلى حرب شاملة، بإصراره على فرض الحل الأمني وتجاهل المطالب المشروعة التي رفعها الشعب السوري في بداية الانتفاضة، فإنني أرى بأن الائتلاف الوطني هو المسؤول الأول عن الظروف المأساوية التي يعيش النازحون في ظلها.
إن قضية النازحين كانت وستظل الاختبار العملي الأهم لمدى مصداقية الائتلاف الذي حصل على اعتراف معظم الدول العربية، إضافة إلى القوى الأكثر هيمنة وتأثيراً على ما يسمى بالمجتمع الدولي. مما ترتب عليه حصول الائتلاف على الحق في تمثيل الشعب السوري وفي تعيين سفراء له في فرنسا وبريطانيا وأمريكا. والأهم مما سبق أن الائتلاف الوطني حصل بعد الاعتراف السياسي والدبلوماسي على تبرعات سخية ستساعده لو وظف جزءاً صغيراً منها، على صنع انقلاب جذري فيما يختص بالأوضاع المعيشية للنازحين الذين يواجهون الجوع والبرد ونقص الخدمات الصحية وانعدام الخدمات التعليمية، إضافة إلى الحالة المزرية التي تتميز بها حياتهم من جميع الأوجه الأخرى.
الائتلاف الوطني مطالب بالقيام بدور حقيقي في هذا المجال، وإلا فإنه سيفتقر إلى أي مبرر شعبي لوجوده.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store