Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وسقط القناع !

أيا كانت المهام المنوطة بفيصل يلماظ، صاحب المنصب الرسمي الذي استحدثه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تحت مسمى ( والي سوريا )، فإن التسمية سيكون لها أثر سلبي سينعكس على الأغلبية الساحقة من شعوب الم

A A
أيا كانت المهام المنوطة بفيصل يلماظ، صاحب المنصب الرسمي الذي استحدثه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تحت مسمى ( والي سوريا )، فإن التسمية سيكون لها أثر سلبي سينعكس على الأغلبية الساحقة من شعوب المنطقة.
لا يوجد شعب عربي لم يعانِ من الاستعمار التركي الذي أوصل شعوب المنطقة إلى الإفلاس والجوع، ومارس ضدهم كافة أشكال التمييز العنصري بما في ذلك الحرب الشعواء التي شنها على اللغة العربية. أما ما تحتفظ به الذاكرة الجمعية للشعوب العربية من أهوال أخرى كنظام السخرة الذي استهدف ملايين الشبان العرب في العهد العثماني، فالأسلم لتركيا أن تعمل على محاولة اجتثاثه من الذاكرة العربية عبر الحرص على إقامة علاقات قائمة على الندية والاحترام المتبادل، لا على الفوقية والحرص على ممارسة الوصاية بكل هذه الفجاجة.
لقد قام أردوغان بنبش عش الدبابير النائم في الذاكرة العربية. وهي خطوة لا يمكن أن تكون في صالح المشروع التركي الذي أصبح من الواضح أنه يهدف إلى استعادة هيمنة العنصر التركي على دول المنطقة.
أما من ناحية الأعراف والقوانين الدولية، فقد أتت خطوة أردوغان الأخيرة لتؤكد انتهاك الأتراك لسيادة الدول العربية بشكل سافر. وهو ما سيمنح نظاماً ديكتاتورياً كنظام الأسد، نوعاً من المصداقية التي ينشدها أمام الشارع العربي، حيث يمكن للنظام عقب إقدام الأتراك على تعيين والٍ لسوريا، أن يقدم نفسه باعتباره حامي حمى السيادة والاستقلال، ورأس الحربة في مواجهة المشروع القومي التركي ذي الأطماع التوسعية في المنطقة العربية. وهو الشيء الذي فعله صدام حسين إبان حربه الطويلة مع إيران، رغم أن صدام كان هو الطرف الذي بادر بارتكاب العدوان.
لقد تلقف الإعلام الرسمي السوري خبر تعيين فيصل يلماظ والياً لسوريا من قبل الحكومة التركية بفرح بالغ، ولقد تم وصف الخطوة بأنها إشارة صريحة لضم سوريا من قبل ما أسمته وسائل الإعلام الرسمية ( الباب العالي ). وهو كلام لا نستطيع القول بأنه يجانب الصواب، بصرف النظر عن الغايات التي يهدف الإعلام السوري إلى تحقيقها من وراء استخدام مثل هذه العبارات المستفزة للشعور الوطني والقومي.
المطلوب من الائتلاف الوطني الآن استنكار هذه الخطوة وليس تبريرها، فالدفاع عن سيادة الوطن واستقلاله أهم بكثير، من محاولة إسقاط المستبد الوطني.
ترى ما هي الخطوة الأردوغانية القادمة بعد أن سقط القناع؟
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store