Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

نعم.. وماذا عن القضية الفلسطينية؟!

وماذا عن القضية الفلسطينية؟.. نراها تحولت إلى قضية مملة لا أحد يهتم بالدخول في متاهاتها.. الفلسطينيون تحولوا إلــى دولتين دولـة (رام الله) ودولـة (غزة)..

A A
وماذا عن القضية الفلسطينية؟.. نراها تحولت إلى قضية مملة لا أحد يهتم بالدخول في متاهاتها.. الفلسطينيون تحولوا إلــى دولتين دولـة (رام الله) ودولـة (غزة).. وأصبح التوفيق ما بين حُكَّام الدولتين الفلسطينيتين صعبًا؛ مثلما هو الأمر في الحديث مع الإسرائيليين عن السلام ومستقبل فلسطين.. وعندما وصل الإخوان المسلمون إلى الحكم في مصر، ونجحوا في القيام بدور الوسيط بين إسرائيل وحكام غزة حين نشبت الحرب الأخيرة على غزة خطت الحكومة المصرية خطوة أخرى لجمع الفريقين الفلسطينيين ودفعتهم إلى مفاوضات جارية الآن في القاهرة.. وما عدا هذا النشاط للتوفيق بين الشطرين الفلسطينيين فلا يكاد أن يكون هناك نشاط عربي آخر يذكر في سبيل حل القضية المعضلة الفلسطينية.
إلا أنه يُقال أن ما يجري وراء الكواليس الدبلوماسية أكثر مما تراه عين الإعلام، وأن هناك نية عربية ودولية للبحث عن السلام.. ويتساءل المرء فيما إذا كان هناك أمل حقًا في هذا المسعى عندما يتأمل الساحة السياسية الإسرائيلية التي أخذت تميل أكثر فأكثر نحو اليمين والتشدد.. واليوم تجري الانتخابات الإسرائيلية ومن المتوقع أن يعود بنيامين نتنياهو إلى البرلمان وإلى رئاسة الوزراء، والمحتمل أن تكون حكومته القادمة أكثر تطرفًا وتشددًا من الحالية، وهو عودنا على رفض المشاركة في مفاوضات جادة، بل ونجح في تحدي الرئيس الأمريكي باراك أوباما فيما يتعلق بإيقاف المستوطنات بدون أي عواقب عليه أو على إسرائيل.. لذا كيف سيكون الأمل في حل تحت ظل هذه الأوضاع السياسية؟!
صعود الإسلام السياسي المعتدل، المتمثل في الإخوان المسلمين، إلى الحكم كان بداية واعتقدت أمريكا، وكذلك إسرائيل، أنها وجدت بها ضالتها فيمن سوف يُحقِّق الاستقرار في المنطقة عبر حل القضية الفلسطينية الشائكة.. واختار الإخوان السعي للهيمنة الداخلية (في مصر) والتحالف مع الولايات المتحدة استراتيجيًا للحصول على دعمها.. إلا أن السياسة المصرية الإخوانية الحالية قد تشهد تغييرًا، لأن واشنطن ستسعى، ومن خلفها تل أبيب، لترويض الإخوان المسلمين تمامًا، مما قد يؤدي إلى تمردهم، خاصة وأن هناك معارضة داخلية لحكمهم، ومنافسة سلفية لنظامهم.. لذا يبقى احتمال تعاون الإخوان مع أمريكا وتل أبيب لحل المعضلة الفلسطينية الإسرائيلية مجرد احتمال قابل للتحقيق وغير قابل له أيضًا، ما لم يتوفر للإخوان دافع قوي للانخراط في هذه العملية التي ستتطلب بداية غطاءً عربيًا يوقع الفلسطينيون في ظله على اتفاقيات يتم التنازل عبرها لإسرائيل بالمزيد.
أوائل هذا الشهر، يناير، وجه رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، دعوة إلى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لزيارة إسرائيل في شهر يونيو القادم.. ووجه بلير هذه الدعوة لأوباما بصفته رئيسًا لما يُسمَّى بلجنة الرئيس، وهي لجنة أنشأها الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، وتضم شخصيات عالمية وتجتمع مرة كل عام.. إلا أن هذا العام سيكون مميزًا باحتفال شمعون بيريز بعيد ميلاده التسعين.
وتأتي هذه الدعوة وسط توقعات بأن أوباما سيسعى خلال رئاسته الثانية والأخيرة لتحقيق إنجاز فيما يتعلق بالشرق الأوسط، ومن ضمن ذلك حل القضية الفلسطينية - الإسرائيلية، والتي تتطلب توقف إسرائيل عن نهجها في التهام أراضي الفلسطينيين تمهيدًا للتفاوض معهم.. وكان بعض مستشاري أوباما الأمريكيين وغير الأمريكيين قد نصحوه بالتوجه إلى تل أبيب، والحديث إلى الإسرائيليين عبر الكنيست عن تصوره للحل.. ومن المتوقع أن يكون أعضاء البرلمان الإسرائيلي الذي يتم انتخابهم الآن أكثر تشددًا وتطرفًا، فهل سيشعر أوباما بالارتياح أمام هذا الحشد؟! ويقبل دعوة بلير لزيارة إسرائيل؟!
تعتقد إسرائيل أن أمريكا حليف مضمون وفي جيبها، وبالرغم من موقف أوباما، إلا أنها لا تأبه به كثيرًا لأن لديها أدوات أمريكية فعالة تحافظ بها على ولاء أمريكا لها.
ونحن المراقبين لما يجري، نواصل تعديل توقعاتنا بناء على ما نراه.. فالموقف من برنامج إيران النووي حربًا أم سلمًا يؤثر في النتائج المحتملة، والوضع في سوريا سوف يؤثر والتشدد الإسرائيلي مقابل تخاذل إدارة أوباما ستكون له عواقبه أيضًا على القضية الفلسطينية.. وما دامت هذه العوامل حبلى بنتائج لم تتضح معالمها بعد، فلنواصل التساؤل: وماذا عن القضية الفلسطينية؟.. إلا أننا سنتوقف عن التساؤل فيما إذا قام الفلسطينيون أنفسهم بانتفاضتهم التي ينتظرها الكثيرون.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store