Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وماذا عن مواطنيك أنت؟ !

الازدواجية هي واحدة من أسوأ السمات العقلية والسلوكية التي يتسم بها تفكير ومواقف الأفراد والجماعات والدول.

A A
الازدواجية هي واحدة من أسوأ السمات العقلية والسلوكية التي يتسم بها تفكير ومواقف الأفراد والجماعات والدول. أما ما هو أسوأ منها فهو تحولها إلى ظاهرة منتشرة، وربما طاغية على أداء السياسيين وقادة الرأي وبعض الوعاظ وطلبة العلم الشرعي.
ليس هناك ازدواجية أكبر من أن يقوم واعظ ما بالحديث عن التسامح الديني في بلد ما، بالرغم من أنه من معارضي التسامح المذهبي في بلده..! وليس هناك ازدواجية أكبر أو أسوأ من أن يقوم واعظ ما بالتشديد على احترام قيمة المواطنة وبالحض على التمسك بالوحدة الوطنية خارج بلده، في نفس الوقت الذي يقوم فيه بالتحريض ضد جزء من مواطنيه وبالتجريح في بعض معتقداتهم المذهبية.
بالتأكيد نحن من دعاة الوحدة الوطنية، ولا يمكن أن يسوؤنا الدعوة إلى التعايش بين أتباع الأديان والطوائف المختلفة في البلد الواحد. وهو ما يجعلنا نشد على يد كل من يدعو إلى التعالي على الطائفية البغيضة في سبيل إعلاء قيمة المواطنة وفي سبيل الدفاع عن الوحدة الوطنية، بل وفي سبيل إعادة الاعتبار لقيم التسامح في الإسلام الذي جنى عليه المتطرفون كثيراً.
وحتى نبتعد عن التجريد قليلا، فإنني من دعاة الوحدة بين مسلمي مصر وأقباطها الذين قاوموا الاستعمار وشاركوا في حروب مصر ضد العدو الإسرائيلي، مثلهم مثل إخوتهم من المواطنين المسلمين. لكنني ضد أن يختص العنصر المسيحي في مصر بكل هذا التسامح الذي أبداه واعظ بنى جزءا كبيرا من جماهيريته على الطعن في معتقدات مواطنيه من المختلفين معه مذهبياً، وعلى تأليب الرأي العام ضدهم.
إنني لا أستطيع أن أصدق من يتحدث باسم قيم التسامح واستعداد الإسلام لاستيعاب المختلفين من أبناء الأديان الأخرى خارج بلده، في نفس الوقت الذي يقوم فيه ببث الكراهية داخل بلده وضد أتباع مذهب مغاير لمذهبه وليس لدينه.
الإسلام هو الإسلام ، والخطاب المزدوج الذي يتسم بالتسامح في الخارج وبالإقصاء والتحريض في الداخل، لا يصح، لا من الناحية المنطقية ولا من الناحية الأخلاقية، أن يصدر من رجل واحد في مكانين مختلفين!
أبناء دينك ووطنك أولى بهذا الخطاب .. أليس كذلك؟!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store