Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الغرب ومسؤوليته السياسية إزاء الصهيونية الدينية المتطرفة

* قبل حرب أكتوبر 1973م والتي حقق العرب فيها انتصاراً جزئياً، كان هناك ما يمكن تسميته بالصهيونية الدينية والصهيونية العمالية والأخيرة هي التي قادت الكيان الصهيوني منذ إنشائه فوق أرض فلسطين العربية والم

A A
* قبل حرب أكتوبر 1973م والتي حقق العرب فيها انتصاراً جزئياً، كان هناك ما يمكن تسميته بالصهيونية الدينية والصهيونية العمالية والأخيرة هي التي قادت الكيان الصهيوني منذ إنشائه فوق أرض فلسطين العربية والمسلمة في عام 1948م، إلا أن استقالة حكومة جولدا مائير Meir، ووزير دفاعها موشي ديان Dayan، وبقية أعضاء حكومتها في إبريل 1974م، وضع حداً لما يسمى بالصهيونية العمالية والتي لا تختلف كثيراً في طروحاتها عن الصراع العربي – الإسرائيلي عن الصهيونية الدينية المتطرفة، وبدأت عندئذ حقبة العصابات الإرهابية مثل الهاغاناة Haganah، وإرغون Irgun وكانت الأولى موجهة لاجتثاث الوجود العربي من فلسطين، والثانية تخصصت في ضرب المصالح البريطانية –دولة الانتداب- آنذاك، مثل تفجير فندق الملك داود.
* صعد الإرهابي "بيغين" بعد حرب أكتوبر وعقد صلحا مشوهاً وناقصا مع الرئيس المصري أنور السادات في نهاية السبعينيات الميلادية وبدأ تدريجياً في جلب الشخصيات الملطخة بدماء العرب وسواهم، فحل شامير عام 1979م في وزارة الخارجية، ثم حل شارون في وزارة الدفاع، وحتى نؤكد على التماهي بين العمال وسواهم في الطروحات والسلوكيات – على حد سواء - فعندما طرح موضوع الثقة في حكومة بيغين بعد يومين من غزو لبنان في عام 1982م كان حزب العمال في صف الحكومة ما عدا النائب العمالي Sarid، وصوت حزب راكاح الشيوعي ضد الحكومة، وعند استقالة بيجين من العمل السياسي عام 1983م بعد إصابته بانهيار عصبي، حل الإرهابي شامير كرئيس لوزراء إسرائيل.
* لم يجد شيمون بيريز أحد أقطاب حزب العمال غضاضة في اقتسام الحكم مع شامير، ولكن الائتلاف تفكك في عام 1990م، ولتبدأ حقبة أخرى بعد اغتيال اسحاق رابين عام 1995م عراب اتفاقية "أوسلو" مع الفلسطينيين، على يد متشدد يهودي، حيث صعد من بين الأنقاض وجه يهودي غربي، وليس شرقياً كبيغين وشامير وشارون، وهو "نتانياهو" الذي يعود – اليوم – من جديد للمشهد الإسرائيلي مع حليفه ليبرمان وليحصد اليمين المتشدد مع الأحزاب الدينية (60) مقعداً في الكنيست، وتبدو أن هناك ضجة حول الصحافي السابق "يائير لابيد" الذي حصد حوالى 12 مقعداً على خلفية أنه يؤيد عملية السلام، إلا أنه يبدو أن الغرب يعيش في حلم وسوف يجد نفسه في مأزق خطير يتراوح بين تأييد قيام الدولتين، وبين الخضوع للوبي اليهودي في المجتمعات الغربية والتي يبدو أنها غير معنية بمصالحها مع العرب.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store