Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

حافز .. ما له وما عليه

حافز هو البرنامج الوطني لإعانة الباحثين عن العمل ، والذي يقضي بأن يصرف مخصص مالي قدره ألفا ريال (2000 ريال)، أو ما يعادل ( 600 دولار أمريكي)، شهريا للباحثين عن العمل من السعوديين في القطاعين العام وا

A A
حافز هو البرنامج الوطني لإعانة الباحثين عن العمل ، والذي يقضي بأن يصرف مخصص مالي قدره ألفا ريال (2000 ريال)، أو ما يعادل ( 600 دولار أمريكي)، شهريا للباحثين عن العمل من السعوديين في القطاعين العام والخاص . وقد بلغ عدد المستفيدين من حافز حوالي ( 554 ألف ) مستفيد من الجنسين منذ بداية التسجيل في البرنامج مع نهاية عام 2011م. وهذا البرنامج محدد بفترة زمنية ( 12 شهرا فقط)، مضى منها حتى الآن 8 أشهر وبقى منها أربعة أشهر لإكمال العام، وبعدها سوف يوقف البرنامج لإشعار آخر أو صدور أمر كريم لتمديد الفترة لضمان استمراريته أو إيقافه.
وقد جاء في الأمر الملكي بإعطاء العاطلين عن العمل مبلغا من الإعانة ( 2000 ريال) دون شروط، ولكن وزارة العمل وضعت برنامجا بمسمى حافز، لتحفيز الشباب في البحث عن عمل خلال مدة الاعانة، ولكن صعوبة الحصول على العمل المناسب أثبط العزائم ولم يحفزها كما كان متوقعاً. كما وضعت وزارة العمل أمام المتقدمين شروطاً منها استبعاد من تجاوز سن الـ ( 35 سنة) وهؤلاء يمثلون شريحة كبيرة من أفراد المجتمع طال انتظارهم في البحث عن الوظيفة أو عمل يبعدهم عن شبح البطالة، علما بأن بعضهم حاصل على شهادات جامعية تؤهلهم لأسواق العمل في بلادنا التي تحتاج إلى أضعاف هذا العدد.
إن برنامج حافز الموفق يشمل الجنسين من الشباب، حيث أثبتت التقارير أن 74 % من النساء العاطلات يفضلن العمل في قطاعات التعليم، بينما نسبة 42% من الرجال يفضلون العمل في القطاع الحكومي التعليم والصحة. وقد كشفت إحصائيات سوق العمل أن شركات القطاع الخاص توفر وظيفة (واحدة) للسعوديين مقابل (13) وظيفة للأجانب، كما تشير الأرقام بأنه قد تم منح القطاع الخاص في العام الماضي ( 1.1 مليون) تأشيرة عمل مقابل توظيف ( 83 ألفا) من السعوديين في القطاع الخاص، مما أثر بشكل مباشر وغير مباشر على نسبة توظيف السعوديين في القطاع الخاص.
ونحن نعتقد مع كل الإشكالات التي صاحبت برنامج حافز إلا أنه حقق الكثير من النجاحات والآمال التي يطمح إليها صاحب القلب الرحيم خادم الحرمين الشريفين حيال أبناء شعبه، وهو الحريص دائما في أن يقدم كل ما في وسعه لتسهيل أمورهم، وإدخال السرور عليهم، وحل مشاكلهم المادية، وإقالة عثرات المحتاجين منهم خاصة وأن معظمهم من الشباب، والأرامل، والمطلقات، ومن عصفت بهم رياح الحياة فلم يوفقوا في الحصول على العمل المناسب الذي يتوازى مع مؤهلاتهم العلمية فلازموا البطالة رغما عن أنوفهم ولفترات طويلة من الزمن.
إن إيقاف برنامج حافز سوف يظهر مشكلات كثيرة خاصة بين فئات الشباب العاطلة عن العمل، فرغم أنه برنامج إعانة بسيط، ولكنه قدم الكثير لفئة مهمة في المجتمع، وسد رمقها، وساعد الكثيرين منهم في تدبير أمور حياتهم المعيشية، فهو معونة، ونحن بهذه المعونة البسيطة نقضي على الفقر والعوز الذي يجتاح الشباب من الجنسين من الباحثين عن العمل بين أروقة الوزارات، أو بين دهاليز الشركات الخاصة التي تضع أمامهم العراقيل والصعوبات والمطالب التعجيزية حتى يعزفوا عن الانضمام إليها أو العمل في أحد قطاعاتها.
إننا نناشد والدنا خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أن يبقي برنامج حافز كما هو، وأن ترفع العراقيل عن كاهل المواطنين برفع السن من ( 35 سنة) إلى ( 50 سنة ) خاصة لفئة النساء حتى يشمل معظم الأرامل والمطلقات وذوي الاحتياجات الخاصة، وأن تلغي وزارة العمل شرط التحديث الأسبوعي غير المبرر الذي أرهق السواد الأعظم من المستفيدين وأوجد سوقا سوداء تتحكم في عباد الله خاصة الجاهلين بأمور الكمبيوتر أو أساليب التحديث، حيث أصبح المستفيدون يدفعون جزءا من مخصصاتهم وهي بالكاد تسد رمقهم ليحصل عليها الانتهازيون الذين أوجدوا مكاتب لتحديث حافز مقابل مبلغ من المال يقتطع من قبل البسطاء والفقراء والمحتاجين لخدمة التحديث.
نظرة حانية لهؤلاء الكادحين من البشر الذين لا ترتقي مطالبهم سوى لمبالغ بسيطة من المال لتغطية احتياجاتهم اليومية وكف وجوههم عن السؤال في رعاية ملك كريم وحكومة راشدة لا تألو جهدا في تقديم كل الدعم لمواطنيها على مختلف مشاربهم خاصة ذوي الحاجات منهم والذين يستحقون منّا المؤازرة والعطف في بلد أكرمه الله بالكثير من النعم، وفي دولة لا يتجاوز عدد سكانها 27 مليون نسمة نسبة الثلث منهم من العمالة الوافدة التي تنعم بخيرات وعطاءات هذه البلاد التي يعاني 10 % من سكانها من البطالة بشكل أو بآخر.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store