Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الأمير فيصل بن سلمان.. شرف المنصب وثراء التجربة

** لقد حظيت مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم برعاية الخلفاء والحكام على مر العصور الإسلامية، وكان من رعاية الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -عليه رحمة الله ومغفرته- أن بعث بابنه الأكبر سمو الأمير محمد ب

A A
** لقد حظيت مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم برعاية الخلفاء والحكام على مر العصور الإسلامية، وكان من رعاية الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -عليه رحمة الله ومغفرته- أن بعث بابنه الأكبر سمو الأمير محمد بن عبدالعزيز -رحمه الله- ليتسلم المدينة من حكام الحقبة السابقة؛ وليكون أول أمير لها في العهد السعودي، وذلك في 19 جمادى الأولى سنة 1344هـ، كما عيّن المؤسس -رحمه الله- بعضًا من رجالاتها وشخصياتها البارزة أعضاء في مجلس الشورى مثل: الشيخين دياب ناصر وسعود دشيشة، ومن بعدهما السيد عبيد مدني -رحمهم الله أجمعين-.
** وخلف أميرها الأول عدد من الأمراء وهم: أصحاب السمو الملكي الأمراء: عبدالمحسن بن عبدالعزيز، وعبدالمجيد بن عبدالعزيز، ومقرن بن عبدالعزيز، وعبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز، وقد أدّى كل منهم دورًا ملحوظًا في رعايتها وتطويرها، ومع بداية شهر ربيع الأغر المزدان بولادة النبي الخاتم عليه صلاة الله وسلامه تشرف سمو الأمير فيصل بن سلمان بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتقلّد منصب إمارة المدينة، ويعلم الكثير أن سموه يحمل تجربة ثرية في ميدان الإعلام والكلمة المقروءة، حيث يشغل سموه منصب رئيس مجلس الإدارة ورئيس المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، وترفده مسيرة أكاديمية من جامعة أكسفورد البريطانية العريقة التي نال منها درجة الدكتوراة، وممارسته للتدريس في جامعة الملك سعود.
** ولعلّه من حسن الطالع أن يكون مقدمه لعاصمة الإسلام الأولى متزامنًا مع ما ستشهده المدينة من توسعة تاريخية كبرى للحرم النبوي الشريف -وسوف تكون الأكبر على مر التاريخ- كما تم اختيار المدينة لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م، وهي ليست مناسبة عابرة كما يتوهم البعض، بل هي انعطافة هامة في البلد الذي كان حرمه الشريف ومازال مصدرًا للعلم والمعرفة والفكر الحضاري والإنساني.
** ولم يعد سرًّا أن يتحدث الناس عن ضرورة الالتفات إلى ما تبقى من آثار المدينة الشرعية والموثقة، فمواضع وأمكنة آثار من مثل: سقيفة بني ساعدة، ودار أبي أيوب الأنصاري، والمساجد السبعة التي يعود تاريخها لعهد الصحابة -رضي الله عنهم- وموقع غزوة أحد، حيث جبل الرماة، ومثوى الشهداء الذين ارتوت تلك الأرض من دمائهم الزكية، وظلت دليلاً على عظمة تضحيات صحابة رسول الله عليه صلاة الله وسلامه، ثم جبل سلع الذي يحتضن كتابات تاريخية من عهد الخلفاء الراشدين، ويقع في أعلاه مسجد الفتح الأثري الذي كانت آخر توسعة له في عهد المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز؛ ممّا يتطلب ضرورة منع التعدّي على سفح هذا الجبل وسواه، ويجمع العلماء والمحققون على أن الحفاظ على تاريخ المدينة هو حفاظ على تاريخ الإسلام، وهذا ما سعت إليه دولتنا الرشيدة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز إلى وقتنا الحالي، وفق الله سمو الأمير فيصل، وأعانه على تحقيق ما يصبو إليه.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store