Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المعلمات البديلات وانتظارهن لقرار التثبيت

وزارة التربية والتعليم من الوزارات الرائدة في بلادنا وهي من أكثر الوزارات حركة واستقطاباً لكوادرنا الوطنية المؤهلة من المعلمين والمعلمات الذين أثبتوا قدراً كبيراً من المسؤولية تجاه أبنائنا الطلاب.

A A
وزارة التربية والتعليم من الوزارات الرائدة في بلادنا وهي من أكثر الوزارات حركة واستقطاباً لكوادرنا الوطنية المؤهلة من المعلمين والمعلمات الذين أثبتوا قدراً كبيراً من المسؤولية تجاه أبنائنا الطلاب. وقد حققت هذه الوزارة نجاحات كبيرة في السنوات الأخيرة في خدمة أكثر من أربعة ملايين طالب وطالبة، كما أن هذه الوزارة القديرة قد ساهمت وبشكل ملموس في توظيف أعداد كبيرة من أبناء هذا الوطن في مجالاتها الدراسية المختلفة لكي تحقق منظومة الاكتفاء الذاتي من المعلمين والمعلمات.
وقد كتب لي نخبة من المعلمات البديلات اللاتي لم يصدر بحقهن قرار بالتثبيت على وظائف في الوزارة، يطلبن إليّ أن أكتب عن وضعهن، وقد مر عليهن أكثر من سنتين وهن ينتظرن الفرج بأن تصدر الوزارة قرارها في عودتهن للتدريس ورفع المعاناة عنهن، بعد فترة ليست بالقصيرة في المتابعة والمراجعة دون أن يصلن إلى نتيجة تذكر. وهؤلاء المعلمات ما زلن متمسكات بأمر خادم الحرمين الشريفين – أيده الله – والذي جاء فيه « بعد الاطلاع على الأمر السامي رقم 1895/ م ب بتاريخ 23/3/1432 هـ القاضي بتثبيت المعينين على البنود التي تقوم الجهات الحكومية بالتعيين عليها عن طريق لجنة من وزارتي الخدمة المدنية، والمالية، والجهة ذات العلاقة. وحرصاً منا على تحقيق الاستقرار لأبنائنا وبناتنا بما يوفر لهم الراحة والطمأنينة وحتى لا يضار من تم توظيفه بآليات لم تراع الدقة في إنفاذ الأنظمة ورغبة منا في إيجاد معالجة نهائية لوضع المتعاقدين والمتعاقدات غير المشمولين بالأمر السامي رقم 1895/ م ب بتاريخ 23/3/1432هـ.» وجاء بعد هذا الأمر الملكي خمسة بنود كلها تنظيمية وإيجابية في صالح المعلمين والمعلمات العاطلين عن العمل. ويمكن الرجوع إلى نص الأمر الملكي رقم أ / 91 وتاريخ 18/5/1432هـ.
وأعتقد بأن كل منصف يدرك ما على وزارة التربية والتعليم من مسؤوليات ومتطلبات كثيرة، وهي من أكثر الوزارات التي تحمل على كاهلها عبء خدمة التعليم في بلادنا وهذه في حد ذاتها مسؤولية عظيمة وأمانة جليلة تقدمها هذه الوزارة لطالبي خدمة التعليم في أي مكان من أرجاء هذه البلاد الواسعة. وبدون شك قد يعتري العمل الإداري في هذه الوزارة الضخمة ذات المسؤوليات المتعددة بعض من القصور تجاه منسوبيها، وتغفل عن تلبية بعض رغباتهم في الانتساب إليها وعلى الأخص المعلمات اللاتي يرغبن العمل تحت مظلتها رغبة وحباً في العلم والتعليم، وأن تكون الوزارة سنداً ومساعداً لهن في تحقيق أمنياتهن، فهؤلاء المعلمات هن أحق من غيرهن ممن يتوافدن ويتسابقن للتدريس في بلادنا، وهن أكثر إخلاصا وأشد انتماء لتراب هذا الوطن، وأكثر رغبة في خدمة بنات جنسهن.
وكما ذكرت آنفا، قد يشوب العمل الإداري في هذه الوزارة الكبيرة بعض الهنّات وقد يعتريه بعض التجاوزات من كثرة الأعباء وعظم المسؤوليات الملقاة على عاتق هذه الوزارة ومسؤوليها، ولكن ذلك لا يعفي أصحاب القرار فيها من متابعة ما تنشده المتقدمات لها، والطامحات للحصول على وظيفة فيها من النظر في أحوالهن ورفع شدة المعاناة عنهن، وتحقيق مطالبهن حسب الشواغر، أو استحداث وظائف في الوزارة لاسيما وأنهن موقعات عقوداً مع إدارات تعليمها.
قد يكون هناك بعض الصعوبات التي تواجه وزارة التربية والتعليم في توفير وظائف لجميع المتقدمين لها أو المتعاقدين معها في وقت واحد، ولكن يمكن عمل جدولة سريعة لاستيعاب أكبر شريحة من هؤلاء المعلمات وتطمئنهن بأن فرص العمل مكفولة لجميع السعوديين حسب رغبة وتطلعات راعي نهضة هذا البلد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لاسيما وأن الدولة رعاها الله قد وفرت للتربية والتعليم مبالغ طائلة وميزانيات ضخمة حتى تحقق ما يصبو إليه الجميع وهو القضاء على الجهل، والأمية، والتخلف الذي يجتاح الكثير من دول العالم الثالث.
إن أهم دعائم التعليم في بلادنا هو وفرة المعلم الجيد، الوطني المخلص، الذي يمكن أن يسهم ويشارك في بناء الإنسان، ويقدم خدمة مجتمعية مميزة لطلاب وطالبات هذا الوطن على مختلف مراحلهم السنية، وهل هناك مهنة أشرف وأعظم من مهنة التعليم؟ مصداقا لقول نبينا الكريم – صلى الله عليه وسلم : « إنّ الله لم يبعثني معّنتّا ولا متعنتّا، ولكن بعثني معلماً ميسّراً « وهو – صلى الله عليه وسلم - معلم الناس الخير، وبالعلم والإخلاص والجد في العمل تبنى الأمم، وترتقي، وتصل إلى مصاف دول العالم الأول فعلاً وقولاً.
كل ما نرجوه أن تلتفت وزارة التربية والتعليم ممثلة في وزيرها الشاب الخلوق سمو الأمير فيصل بن عبد الله في النظر إلى هؤلاء المعلمات البديلات ومن في حكمهن والمسارعة بتثبيتهن، وأن يجد لهن الحلول المناسبة في رفع المعاناة عنهن، وإعطائهن فرصة للعمل والمساهمة في بناء ونهضة هذا الوطن الذي هو في أمس الحاجة لكل كفاءة وطنية مخلصة حتى نحقق الهدف الأسمى الذي نسعى لتحقيقه جميعا وهو « مملكة خالية من الأمية بسواعد أبنائها « في ظل رعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة التي لا تدخر جهداً في خدمة أبناء هذا الوطن المعطاء. وقد قالوا قديما « لا تصلح دار إلا بأهلها». والله الهادي إلى سواء السبيل.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store