Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

لست وحدك.. البرنامج الذي أدمى قلوبنا

الفقر سمة أزلية موجودة منذ القدم، وهي من صفات البشر المؤمنين الذين قدر الله لهم بأن يكونوا فقراء ليمايز بينهم وبين الأغنياء ويكون لهم شأن عظيم في الدار الآخرة إذا صبروا على هذا البلاء، واحتسبوا أجره ع

A A
الفقر سمة أزلية موجودة منذ القدم، وهي من صفات البشر المؤمنين الذين قدر الله لهم بأن يكونوا فقراء ليمايز بينهم وبين الأغنياء ويكون لهم شأن عظيم في الدار الآخرة إذا صبروا على هذا البلاء، واحتسبوا أجره عند الله، ولا يمكن أن يُعرف الفقر بدون الغنى، ولا يمكن أن يُعرف الحق بدون وجود الباطل، ولا الرجل الموفق لفعل الخير من الرجل النكد الذي يعقد أمور الناس ويضع العراقيل أمامهم ويحاربهم بشتى الطرق ليحبطهم خاصة الفقراء والمساكين والمسنين والأرامل والأيتام منهم، ولا يشعر هذا الموظف بالسعادة حتى يعذب عباد الله ويعطل مصالحهم، فكل هذه المنغصات هي من سنن الحياة، وهي إن شاء الله في صالح ذوي الاحتياجات وتكون لهم السعادة الأبدية في جنات النعيم.
برنامج لست وحدك برنامج إذاعي ناجح يبث من الإذاعة السعودية البرنامج الثاني من جدة، حيث دعم هذا البرنامج الكثيرين من الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام وذوي الحاجات من المظلومين والمعنفين والمسجونين والمحتاجين للدعم المادي من الحكومة ومؤسساتها المختلفة، أو من الأفراد الموسرين، أو الدعم المعنوي من المسؤولين، والمتنفذين، وأصحاب القرار في الإدارات، والوزارات، والجهات المسؤولة في الدولة.
هذا البرنامج الناجح في مضمونه ومحتواه ممثل في مذيعه المتألق الأستاذ سعود الجهني ومن يصحبه من الفضلاء في التعليق على الحالات ويعطي التوجيه الصحيح لمعالجة قضاياها، وما يقدمه هذا البرنامج للمحتاجين من جميع أرجاء المملكة رجالا ونساء، والاستماع إلى شكواهم ومعاناتهم مع الفقر، والمرض، وقلة ذات اليد أو معاناتهم مع بعض مسؤولي الدولة في الحصول على بعض احتياجاتهم البسيطة وتحقيق رغبات أطفالهم مثل الحصول على مصروف المدرسة، أو شراء مستلزمات الدراسة، أو شراء أحذية تقيهم لسعات الشمس في صيفنا الملتهب.
الناظر إلى الصفحة الرئيسة لوزارة الشؤون الاجتماعية في الانترنت، وما تحويه من خدمات، وأنشطة، وإدارات موجهة لخدمة كل المحتاجين في المملكة لهو شيء جميل ورائع، ولكن السؤال: هل فعلا كل هذه الخدمات والأنشطة والإدارات موجودة ومفعّلة؟ وإذا كانت موجودة، لماذا لا نرى لها أثرا ملموسا؟ لماذا لا تقدم الوزارة جل خدماتها لهؤلاء المحرومين من البشر؟
لاشك أن الوزارة لها إسهامات جيدة في الضمان الاجتماعي ورعاية العجزة وغير القادرين، ولكن السؤال: هل تكفي معونة الضمان ( 800 ريال) لأسرة فقيرة مكونة من خمسة أشخاص في ظل هذا الغلاء الفاحش؟
كم ناشد مقدم البرنامج وضيفه الكريم وفي كل مناسبة من كل يوم سبت خلال الساعة والنصف التي يقدم فيها البرنامج، الموسرين والأثرياء أن يقدموا مساعدات عاجلة لهؤلاء المكلومين، أو قضاء حوائجهم البسيطة، أو رفع الظلم ومعاناة المرض عنهم، كإجراء العمليات لهم، أو توفير قيمة الدواء الذي أصبحت أسعاره متوائمة مع أسعار الذهب؟ فهل قامت وزارة الشؤون الاجتماعية بدورها كاملا كما ينبغي تجاه هؤلاء المعدمين؟ وهل يبقى فقير واحد لو كان لدينا خطط مدروسة، ومنهجية واضحة في توزيع المعونات المادية، والاحتياجات الأخرى للمحتاجين ؟
لو كان هناك فرق بحثية تابعة للوزارة في جميع مناطق المملكة ، بحيث يستمعون لمثل هذه الحالات التي يبثها البرنامج ويوجهونها للباحثين الاجتماعيين من أجل الوقوف عليها، والتحقق من مصداقيتها وكتابة تقرير مفصل عن كل حالة، واحتياجاتها من الأموال، والرعاية الصحية، وغير ذلك، ومن ثم معالجتها فورا ليشعر كل محتاج بأن هناك جهة مسؤولة ترعاه، وتوفر له كل سبل الراحة والأمان والطمأنينة، وتقف إلى جواره حتى يتخطى كل الأزمات، في ظل دولة وفرت الكثير ولكن تبقى المشكلة الأزلية في تنفيذ القرارات.
قد القى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله ورعاه – بالمسؤولية كاملة على عاتق كل مسؤول تولى أمرا من أمور المواطنين في هذه البلاد، كما أبرأ ذمته حين قال: من « رقبتي إلى رقابكم» وشمل فيها جميع المسؤولين في الوزارات، والإدارات الحكومية، وغير الحكومية من كبيرها إلى صغيرها، كما أن هذه المسؤولية شملت المواطنين في هذا البلد وأصبح كل فرد يعيش على تراب هذا الوطن مسؤولا عن مساعدة الفقراء والضعفاء وذوي الحاجات، والكل مسؤول أمام الله في خدمة الأرامل، والأيتام، والمسنين، وطالبي الدعم والمساندة من مستحقيها، وقد قال صلى الله عليه وسلم : « أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن، تقضي عنه دينا، تقضي له حاجة، تنفس له كربة». أو كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام.
المتصلون بالبرنامج لا يمثلون سوى شريحة صغيرة من أبناء هذا المجتمع المحتاجين للدعم والمساندة، ومد يد العون لهم في شتى مناحي الحياة، ولذلك يجب أن تضع وزارة الشؤون الاجتماعية آلية للوصول إلى جميع محتاجي الدعم، وعمل مسح شامل لجميع مناطق المملكة لحصر هذه الفئة من الناس، الذين هم في أمس الحاجة للدعم الحكومي الثابت عوضا عن صدقات الناس أعطوهم أو منعوهم.
الناس في بلادنا ما زالوا بخير وهناك الكثيرون الذين يقدمون المساعدات للمحتاجين بأنفس راضية طلبا للعفو والمغفرة من الله سواء في محيط أسرهم أو ممن يعرفون من رقيقي الحال.
بشرى لمن وفقه الله في الإنفاق على الفقراء، والمساكين، والأيتام، والإحسان إلى كل ملهوف يحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي في شتى أوجه أفعال الخير، وقد قال سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون» { آل عمران 92}.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store