Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الطريق إلى الوعي

تحدثت في الحلقة السابقة عن اختلاط المصطلحات، وبينت عدم استنادها للمنهجية العلمية، إضافة إلى ما تتسم بها من تعميم منافٍ لكل شروط الموضوعية.

A A
تحدثت في الحلقة السابقة عن اختلاط المصطلحات، وبينت عدم استنادها للمنهجية العلمية، إضافة إلى ما تتسم بها من تعميم منافٍ لكل شروط الموضوعية. ورواج مثل هذا النوع من المصطلحات واكتسابها سلطة فكرية وأخلاقية وقِيَمية في حياة الناس، سينخفض بمستوى وجودنا من مرحلة الوعي إلى مرحلة الغرائزية.
سلطة المصطلحات من الناحية المعرفية، لا تُستخدم في إطار تسويق الغرائزية على حساب الوعي فحسب، ولكنها تستخدم أيضا في إطار خلق وعي مزيف يروج للضلالات والأكاذيب، ويقدمها في ثوب الحقائق.
الاستعمار الغربي برع في خلق وترويج مثل هذا النوع من المصطلحات التي تمتلك سلطة معرفية قائمة على التلاعب بالحقائق، ومن هذه المصطلحات، مصطلح (الشرق الأوسط).
مصطلح الشرق الأوسط يقوم من ناحية على تجاهل الروابط القومية والحضارية والدينية والثقافية التي تجمع بين الشعوب العربية، ويتعامل مع المنطقة بوصفها رقعة جغرافية تجمع بين دولها رابطة الجوار فقط. والخطورة في هذا الطرح تكمن في أنه يجرد المنطقة من أية خصوصية، مما يجعلها قابلة للتصنيف ضمن الدوائر الإقليمية التي لا يُشترط أن تتوفر لها العناصر الأولية التي تتشكل منها الهوية الحضارية الموحدة.
من ناحية ثانية يهدف إطلاق وترويج مصطلح الشرق الأوسط، إلى فرض روابط تجمع بين العرب وبين الكيان الإسرائيلي، وترسخ وجود إسرائيل باعتبارها حقيقة لا مجرد أمر واقع ومفروض بالقوة. وهذا تزوير علمي ودجل فكري، ومحاولة لتقويض حقائق الجغرافيا والتاريخ التي تصطدم بكل الاعتبارات المعرفية التي تترتب على استخدام مصطلح: الشرق الأوسط.
الوعي العربي أكثر حاجة للتحرير من أراضينا المحتلة ذاتها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store