شهر كامل حاولتُ أن أقضيه بعيدًا عن الوسط الرياضي؛ بسبب انشغالي بزواجي.. لكن القفص الذهبي لم يكن كافيًا بمنعي من التخلّص من عشقي وإدماني للرياضة ومفاجآتها المجنونة، التي سحرت عقول الملايين.نعم.. دقائق من الفرح والسعادة نعيشها في صخب وضحك ومرح، سرعان ما تنقلب إلى دقائق من الحزن والألم والمعاناة! وهذه طبيعة الدنيا، فدوامها على حال يُعدُّ من المحال، ويبدو أن زواجي حوّلني إلى شاعر حكيم؛ لكنني سأتحوّل سريعًَا إلى الأحداث المجنونة، التي شهدتها الكرة السعودية خلال شهر واحد.* مَن كان يصدّق بأن عميد آسيا وسيّدها سيتلقى الهزيمة تلو الهزيمة، وسط غموض عجيب، وبرود أعجب من قِبل اللاعبين، والإدارة، وأعضاء الشرف في البيت الاتحادي؟ وكيف وصل الحال إلى هذه المرحلة من غياب الروح، وفقدان الشخصية البطولية التي اعتادها النمر الاتحادي؟ ولا أعتقد أن نقاط الديربي كافية لحل الأمور، وإنما هي مجرد مسكّنات سيزول مفعولها سريعًا في ظل وجود إدارة أثبتت أنها توّلت مسؤولية أكبر من حجمها، مع احترامي لطبيب القلب الذي جرح قلوب الاتحاديين بدلاً من معالجتها.* ازداد قلبي ألمًا وحسرةً على الوضع المأساوي الذي يعيشه قطب جدة الآخر وهو الفريق الأهلاوي، ورغم اختلاف الأهلاويين حول أداء الفريق في الفترة الماضية، وخاصة في المشاركات الآسيوية، إلاّ أنني أعتقد أن البرازيلي «فارياس» بريء تمامًا من التُّهم الموجّهة إليه، في ظل الفرص الخيالية التي يهدرها لاعبو الأهلي برعونة أمام المرمى في كل مباراة، ولو أردنا دليلاً على ذلك، فيكفي أن نلقي نظرة سريعة على ملخص لمباراتي الاستقلال والغرافة.* ما زالت مشكلة العمق الدفاعي الأهلاوي قائمة، رغم محاولات «فارياس» لمعالجتها، ولكن الحل يكمن -من وجهة نظري- في الاعتماد على المدافع الشاب «محمود معاذ»، الذي أثبت نفسه بشكل مميّز في معظم المباريات التي لعبها، وكان يشكّل ساترًا دفاعيًّا جيّدًا بجانب «عبد ربه» بعيدًا عن الشوارع والأنفاق التونسية التي عانى منها دفاع الأهلي كثيرًا بسبب صفقة خاسرة يرفض الأهلاويون الاعتراف بفشلها.* بصراحة لم يخطر ببالي يومًا بأنني سأتابع قضية منشطات في الملاعب السعودية، والأدهى والأمر أن تأتي تلك الحادثة من لاعب عُرف بالخلق الرفيع، والفكر الناضج! ولكنها في النهاية دنيا العجائب، تتغير فيها الموازين، وتنقلب فيها الأمور رأسًا على عقب.. وآه يا دنيا. ammarbogis@gmail.com
آه يا دنيا
تاريخ النشر: 04 يونيو 2010 00:25 KSA
شهر كامل حاولتُ أن أقضيه بعيدًا عن الوسط الرياضي؛ بسبب انشغالي بزواجي.. لكن القفص الذهبي لم يكن كافيًا بمنعي من التخلّص من عشقي وإدماني للرياضة ومفاجآتها المجنونة، التي سحرت عقول الملايين.
A A