فجأه إنفجرت قنبلة الشهادات، فضائح لحملة شهادات وهمية بالعشرات .. لنهالت شبكات التواصل عليهم بالتشهير.. ومع اقتناعي التام أنها جريمة تدليس ولكنني من باب تجفيف منابع الخلل أطرح سؤالاً لم يطرحه أحد: لماذا فعل هؤلاء ما فعلوا؟
إنها الأيديولوجيا السائدة في مناخنا ياعزيزي .. فأنت كإنسان لاتقاس بشخصيتك ولا بما تقرأ ولا بحجم معلوماتك ولا بقدرتك على التعلم ولا بإخلاصك وأهم شيء كفاف اليد والنزاهة.
في الشركات الكبرى في اليابان ودول شمال أوروبا وحتى الولايات المتحدة تأتي الشهادة رقم اثنين أو ثلاثة في ترتيب أولويات المنشأة !
إلا أن الوضع عندنا هو شهادتك ومن بعدها الطوفان وهي أول مايسأل عنه المرء في المقابلة فإن صلحت صلح الـ (cv) كله!
لاتزخر بلد على حد علمي بحملة الشهادات كما تزخر بلادنا ، والسؤال هل نحتاج لجميع حملة الشهادات ؟ الجواب لا.. ففي الولايات المتحدة يريدون المزارع مزارعاً ويريدون الحرفيين محترفين فعلاً والعسكري عسكرياً وهكذا..
ونحن مازلنا نحيا بأن الشهادة هي أهم شيء، وللأسف ومع تبني هذا المنهج غدت الشهادة غاية وليست وسيلة، يتكئ المرء بعدها على جنباته وتراه لايطور نفسه إلا فيما ندر ، وأمست الشهادات كماً وليست كيفاً ، بل إنني أظن واهماً أن هناك تضخماً في الشهادات ! لاسيما وأحباؤنا من المبتعثين بدأوا يعودون زرافات ووحدانا فمن كان يحمل الثانوية مطلع الستينات يوازي من حمل الدبلوم مطلع السبعينات وهكذا.. أما بالنسبة للمكانة الإجتماعية فغدا الشخص يذكر درجته من الدكتوراه قبل وأهم من اسمه ويغضب لو لم تذكرها في لقاءٍ تلفزيوني! وهذا يذكرني بموقف طريف وصادم إذ التقيت بأستاذ جامعي في «كينجز كوليج» في لندن وقال لي : اسمي جيمس. لاحقاً علمت أن جيمس هذا بروفيسور عملاق وأمام اسمه اختصارات يخفيها تقشعر لها الأبدان ويندى لها الجبين من عينة PHD DSC LLD, الخ .
قنبلة الشهادات
تاريخ النشر: 17 مارس 2013 04:55 KSA
فجأه إنفجرت قنبلة الشهادات، فضائح لحملة شهادات وهمية بالعشرات .. لنهالت شبكات التواصل عليهم بالتشهير..
A A