Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أمن بلادنا مسؤولية الجميع

يقولون: العاقل من اتعظ بغيره، وهذا الربيع العربي يحوم حولنا شرقا وغربا شمالا وجنوبا، وهو في ظاهره بحث عن الحريات والعيش الهنيء، ولكن واقع الحال أثبت لنا خلاف ذلك، فمعظم الدول التي طالها الربيع العربي

A A
يقولون: العاقل من اتعظ بغيره، وهذا الربيع العربي يحوم حولنا شرقا وغربا شمالا وجنوبا، وهو في ظاهره بحث عن الحريات والعيش الهنيء، ولكن واقع الحال أثبت لنا خلاف ذلك، فمعظم الدول التي طالها الربيع العربي لم تسلم من الخراب والدمار وانهيار الاقتصاد والحرق والسلب والنهب وانتهاك الأعراض، حتى أصبح العقلاء منهم حائرين ولسان حالهم يقول: ما المراد من هذه الثورات؟ وما المكتسبات التي حققناها من جراء هذه الشعارات البراقة التي أهلكت الحرث والنسل، وأصبح الحال من بعدها أسوأ مما كان بمراحل كثيرة.
نحن أمة مستهدفة يحيط بها الحاقدون والناقمون الذين يحسدوننا على النعم التي نعيشها، وعلى الأمن والأمان الذي يكتنف بلاد الحرمين الشريفين، وما حباها الله به من النعم والخيرات الكثيرة التي توجب علينا شكرها وشكر المتفضل علينا بها وهو الرزاق ذو القوة المتين.
كثر الحاقدون لهذه البلاد من الداخل والخارج، وأبى الخوارج إلا أن يسيئوا لهذا البلد الكريم، ومحاولة زعزعة أمنه واستقراره، وعمل الدسائس والفتن للنيل من حكامه والتغرير بأبنائه، ومحاولة إدخاله في دوامة العبث والشغب التي تعيشها معظم البلاد العربية والإسلامية في وقتنا الحاضر، ونسى أولئك المتربصون أو تناسوا بأن الله هو كافل أمن هذا البلد، والضامن لأمنه واستقراره، حيث يقول في كتابه العزيز: في حفظ أمن أم القرى زادها الله رفعةً ومهابةً وتشريفا، « ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم « الحج 25 « وقوله تعالى: « الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف» { قريش 4}. كما أكد سبحانه حفظ بلد حبيبه ومصطفاه سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث يقول الصادق المصدوق: « من أراد أهل المدينة بسوء، أذابه الله كما يذوب الملح في الماء « صحيح مسلم.
فهذه البلاد محفوظة بإذن الله وأمر حِفظها مكفول من قبل الله فلا خوف ولا فزع من أمر الله، وكما قال عليه أفضل الصلاة والسلام « ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما» حديث صحيح.
إن الشعب السعودي الكريم بكل أطيافه يقف خلف قيادته صفاً واحداً له واجبات وعليه حقوق، وهذا الشعب على صلة وثيقة بحكامه وهم يبادلونه نفس الشعور. وأن مواطني هذا البلد العزيز على الرغم مما يواجهونه من عدم مبالاة من بعض المسؤولين في تنفيذ القرارات أو التأخير فيها، إلا أنهم يظلون سداً ذريعاً وحصناً منيعاً أمام كل من يحاول العبث أو النيل من أمننا ومقدساتنا ومقدراتنا، وكثيرة هي الأحداث والمحن التي أثبتت ذلك لهذا الشعب الأبيّ المخلص لدينه ثم وطنه وقيادته.
الناس في بلادنا يقفون جميعا خلف قيادتهم الحكيمة قلباً وقالباً ويثقون تماما في حكومتهم ويعلمون ان الدولة وفرت لهم الكثير ولا يطمحون في أمنيات أكثر من توفير السكن، والتأمين الطبي، وتصحيح أوضاع العاطلين، علما بأنهم يدركون بأن الدولة قد حققت الكثير من هذه المطالب، ولكنها بيروقراطية التنفيذ التي نعاني منها كثيرا وعدم تجاوب بعض المسؤولين في تنفيذ القرارات الصادرة من القيادة الحكيمة، أو تأخير تفعيلها مما يعيق حركة التنمية والنهوض بهذه البلاد إلى أرقى المستويات مثل التي تعيشها الدول المتقدمة وأفضل. حفظ الله بلادنا وولاة أمرنا من كل مكروه، ورد كيد الحاقدين الحاسدين في نحورهم، وحفظ الله بلاد الإسلام من عبث العابثين وحسد الحاقدين .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store