Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تجربة ناجحة في الإسكان

كنت في كتبت في المدينة بتاريخ 2/3/1434هـ، 14/1/2013م عن الإسكان بعنوان: «منح كل مواطن أرضًا وقرضًا لبناء منزل»، وخلاصته أن أزمة الإسكان موجودة واقعًا ملموسًا كالشمس في وضح النهار، والحل الأنجع لها في

A A
كنت في كتبت في المدينة بتاريخ 2/3/1434هـ، 14/1/2013م عن الإسكان بعنوان: «منح كل مواطن أرضًا وقرضًا لبناء منزل»، وخلاصته أن أزمة الإسكان موجودة واقعًا ملموسًا كالشمس في وضح النهار، والحل الأنجع لها في منح كل مواطن أرضًا وقرضًا لبناء مسكن، وقد تابعت ما نُشر عن منتدى جدة الاقتصادي الثالث عشر، ووجدت أن التجربة مطبقة في تركيا، وأثبتت نجاحها خلال سنوات، وهي ستنجح في بلادنا التي تملك -ولله الحمد- ثروة المال وثراء الأرض.
وخلاصة ما أوضحه نائب رئيس وزراء تركيا «علي بابا جان» أن بلاده استطاعت خلال سنوات قليلة أن تبني ستة ملايين وحدة سكنية، وأن تقضي على العشوائيات، وأن تجربة تركيا كانت محل تقدير الاتحاد الأوروبي، لأن تركيا نجحت في عشر سنوات عبر برنامجها الوطني في تأسيس أحياء سكنية متكاملة، لبت احتياجات المواطنين، وأن هذه المشروعات كانت ضمن مجموعتين أولاهما الإسكان الجماعي والثانية المشروعات ذات الربحية، وتم منح أراض حكومية للمواطنين مجانًا، ووجدوا أن تسهيل الإجراءات والحصول على الأرض هما حجر الزاوية لمعالجة أزمة السكن، وأنشأوا تسع مئة ألف مدرسة، ومئة ألف مركز رعاية صحية، لأن الإسكان ليس منازل فقط بل هو كل ما يتعلق بحاجة الناس، وأنهم اطلعوا على التجارب السيئة في العالم، وعند منح القرض هناك تسهيلات لمشروعات الإسكان لذوي الدخل المحدود ومتوسطي الدخل بحيث يدفعون 25% والباقي يقسط، ومن أهم ما في مشروع الإسكان التركي أنه أسهم في إيجاد وظائف وفي القضاء على البطالة، ومن أهم ما ورد في كلمة الوزير التركي أن مشكلات الإسكان لابد أن تعالج أولاً بأول قبل أن تزداد حدتها.
هذه تجربة لدولة كانت تعاني أزمة إسكان، وصممت برنامجًا وطنيًّا أساسه إعطاء أرض وقرض للمواطن مع تسهيلات ميسرة، وهذا متوافر في بلادنا، وفي الاستفادة من تجار بالآخرين الناجحة فوائد كبيرة كما أن الاطلاع على التجارب المخفقة يفيد في عدم الدخول في تلك التجارب.
أعتقد جازمًا أنه لو بدأت التجربة في المملكة على خمس سنوات ليُبْنى في كل سنة مليون وحدة سكنية لانتهت أزمة السكن، وانتهت أزمة مباني المدارس والمراكز الصحية إذا صمم مع كل حي سكني مدارسه، ووحداته الصحية، فالمملكة قارة لن ينقص من أراضيها تخطيط أراضٍ للسكن في مدنها وقراها الكثيرة، والخزينة العامة عامرة بالمال الذي يجب أن يستثمر، فالوفرة المادية قد لا تدوم، لأن اقتصادنا اقتصاد ريعي مبني على زيادة أسعار البترول.
أكرر ما كتبته سابقًا أن حل أزمة السكن في منح المواطن أرضًا وقرضًا، وعلى وزارة الإسكان اختيار الآلية المناسبة، ولا بأس من الاستفادة من التجارب الناجحة، ولنتجاوز المؤتمرات واللقاءات إلى التطبيق، ورؤية البيوت تلامس الأرض وتعانق السماء.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store