Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

علاقات الأندية بلاعبيها

لاشك أن الأصل في علاقة المسلم بأخيه هي العلاقة الأخوية الطيبة التي تحتوي على صفات عديدة أهمها أن تكون العلاقة في الله ولله ـ سبحانه وتعالى ـ أولا ولا تكون فقط علاقات دنيوية بحتة ينقصها الصدق في الأخوة

A A
لاشك أن الأصل في علاقة المسلم بأخيه هي العلاقة الأخوية الطيبة التي تحتوي على صفات عديدة أهمها أن تكون العلاقة في الله ولله ـ سبحانه وتعالى ـ أولا ولا تكون فقط علاقات دنيوية بحتة ينقصها الصدق في الأخوة والتناصح فيما يعود عليهما بالنفع في الدنيا والآخرة. وقد كان السلف ـ رضوان الله عليهم ـ مضرب المثل في التعاون الأخوي والإيثار ولنا في قصة إخاء المهاجرين والأنصار مضرب المثل، ولعل الجميع يذكر الموقف العظيم للصحابي الجليل سعد بن الربيع ـ رضي الله عنه ـ مع عبدالرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ عندما آخى بينهما الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث بادر سعد بن الربيع إلى القول لأخيه عبدالرحمن بن عوف هذا مالي أقسمه بيني وبينك ولديّ زوجتان سأطلق واحدة لتتزوجها، وما تظنون كان موقف عبدالرحمن بن عوف، هل استغل الفرصة وقال خذها قبل ما تفوت، لا لم يكن ذلك هو رده، بل كان ردا عظيما لرجل عظيم، وقال له: أمسك عليك مالك وأهلك وبارك الله لك فيهما، لكن دلني على السوق. وكان ـ رضي الله عنه ـ أي عبدالرحمن من أغنى الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ وقد فتح الله عليه فتحا كبيرا، وهذا الموقف يجرنا إلى أهمية وجود مثل هذه العلاقة الأخوية، وإن كنا لا نطالب بأن تكون بنفس قوة فعل سعد بن الربيع وردة فعل عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنهما ـ لأنها ربما تصعب على الأنفس في الوقت الحاضر، لكن نطالب بأن ننمي روح الإخاء والتناصح والصدق في التعامل والوضوح والبعد عن المكر والخديعة فهي في النهاية "كرة" يذهب الأشخاص ويبقى الفعل الطيب الذي يتركونه ويكون هو السائد لدى من يعرفونهم وهو الذي يلج معك في قبرك ويشهد به من يعرفك به، أما اللؤم والخديعة فهي ليست من شيم المسلم الذي يفكر كيف يلاقي ربه وكيف يخرج من هذه الدنيا ولم يظلم أحدا أو يسيء لأحد فليكن هذا ديدن من يسير في هذه الحياة في أي مجال كان ولا سيما المجال الرياضي الذي أوجه كتاباتي للمنتمين إليه فهنا يبقى فعله الطيب وعمله هو الذي يذكر عنه بعد أن يغادر الساحة الرياضية وكثيرون الذين غادروها ولكن القليل منهم الذي يذكر وشخصيا من اميز الناس الذين تعاملت معهم في مجال الأندية الرياضية من الراحلين عن هذه الدنيا في طيبة القلب والتعامل المميز واحترام الآخرين هما الأمير عبدالله بن سعد رئيس الهلال رحمه الله والدكتور عبدالفتاح ناظر رحمه الله ولا يمكن ان انسى هذين الشخصين في تعاملهما الراقي رحمهما الله وأدعو لهما بظهر الغيب فهذا الذي بقي لهما في الدنيا الذكر الطيب، الذي هو رأس مال الإنسان وهذا الذي اتمنى أن يكون موجودا لدى البقية الباقية الآن في الوسط الرياضي، وألا يترك إنسان في صدر اخيه ما يضايقه منه ويظلمه فالظلم ظلمات يوم القيامة، فالمسؤول بالنادي عندما يجد انقسام الناس في تأييده فليحرص أولا على رضا الله وعدم ظلم الآخرين،فرضا الناس غاية لا تدرك لكن الأهم رضا الله وأن يكون هو اساس ما يسعى إليه ويكون الوضوح ديدن سياسته والبعد عن الغموض والكذب واختلاق الأعذار غير الصادقة لأن كل ما يصدر منه سيكون محاسبا عليه عند ربه اسأل الله للجميع التوفيق وأن يسود الحب والإخاء الوسط الرياضي بدل المشاحنات والإساءات المتبادلة وأن يكون الخلق الكريم هو أساس العلاقة بين المسلم وأخيه.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store