في البداية، ظننته تشابه أسماء عندما قيل أنها الدكتورة فريدة السليمان، نفس الطبيبة التي كنت أزورها منذ قرابة الثلاثة عقود .
كنت مصراً على أن آخذ أبنائي لزيارتها وفاء لها.. و فرصةً للكشف على أبنائي.
المكان نفس المكان الذي أذكره جيداً ، مرتب بعناية، فائق النظافة، وتسلسل الإجراءات سلس، فبعد أخذ معلومات كاملة عن الأسرة والطفل .. تحيلك موظفة الاستقبال بكل احترام للدور العلوي لتكمل إحدى الممرضات بعض الفحوصات كالطول والوزن، ثم تحيلك للدكتورة فريدة.
الدكتورة رغم تقدم سنها، إلا أن ما أدهشني ليس فقط حضور ذهنها لاقوة الا بالله، بل إلمامها بما وصل اليه الطب الحديث للأطفال حول العالم وآخر توصيات الجمعيات الأمريكية والكندية وغيرها ، بالإضافة لمعرفتها بأسماء أدوية حديثة للأطفال في الخارج .
الزيارة تستغرق قرابة الساعة، فالدكتورة تأخذ وقتها بتؤدة وإخلاص ، وتحدّث الطفل مهما كان سنه، وتستمع بعدها للوالدين ثم تتحدث معهما عن توصياتها، بينما يلعب الأطفال في نفس المكان الذي لعب والدهم فيه ، وهذا ما لم أجده في تجربتي العاثرة مع عيادتين سابقتين اتسمتا بالمادية الصرفة وخلوهما تماماً من اللمسة الإنسانية الحانية من يد الطب.
إبان أحداث الحادي عشر من سبتمبر قمت بزيارة طبيب في ولاية فلوريدا لظروف تدريبية ذلك الوقت، ورغم التوتر الذي كان سائداً وقتها تجاه المسلمين إلا أن الطبيب كان إنساناً وسألني من أين أنا، وأنه زار الرياض ذات مرة وأعطاني وقتاً للتحدث ، ثم ابتسم وطمأنني وأخرج كتاباً طبياً ليريني صوراً للحساسية التي لدي، ثم وصف لي دواءً وحدثني عن كيفية أخذه وكيف يعمل ذلك الدواء.
الغريب أن هذه القصص إذا رويتها لإنسان عربي، تعجّب كما تعجبون، أما إذا رويتها لمواطنٍ غربي عجب من مغزى ماتريد قوله إذ إن هذا هو الأصل في الشيء .
شكراً د السليمان.
قسم أبقراط
تاريخ النشر: 14 أبريل 2013 01:35 KSA
في البداية، ظننته تشابه أسماء عندما قيل أنها الدكتورة فريدة السليمان، نفس الطبيبة التي كنت أزورها منذ قرابة الثلاثة عقود .
A A