Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

د. يوسف عز الدين.. رحيل مغترب

انتقل إلى رحمة الله يوم الثلاثاء 28/5/1434هـ الموافق 9 أبريل 2013م د.

A A
انتقل إلى رحمة الله يوم الثلاثاء 28/5/1434هـ الموافق 9 أبريل 2013م د. يوسف عز الدين في مقاطعة ويلز في بريطانيا عن عمر ناهز 91 عامًا، بعيدًا عن العراق والعالم العربي الذي أغناه بأدبه وفكره، وعن أصدقائه الذين لم يتمكنوا من العزاء فيه.
والدكتور يوسف عز الدين بن السيد أحمد السامرائي ولد في بعقوبة في العراق عام 1922م، وحصل على دبلوم دار المعلمين والماجستير فالدكتوراه في الآداب، وكان عميدًا للدراسات العليا في جامعة بغداد، وعضوًا في المجمع العلمي العراقي حينما كان هذا المجمع مركز العلم والثقافة في العراق، إضافة إلى عضويته في مجامع القاهرة ودمشق والأردن والهند، وعمل أمينًا عامًا للمجمع العلمي العراقي، كما عمل عميدًا لكلية الآداب في الإمارات العربية المتحدة أستاذًا في كلية الآداب في جامعة الملك سعود في الرياض عدة سنوات، وفي كلية التربية في الطائف حيث مكث فيها عدة سنوات، وعمل قبل ذلك في جامعة بني غازي في ليبيا ومعهد الدراسات والبحوث في القاهرة، وكلية الآداب في صنعاء، إنه عراقي المولد عربي الفكر والانتماء.
وهو من أبرز أدباء العصر الحديث وشعرائه ونقاده، وصدرت له عدة مؤلفات باللغة العربية والإنجليزية، وقد تجاوزت 35 مؤلفًا، في الشعر العراقي الحديث، والأدب العربي الحديث، وفي الرواية، وفي الفكر، وله أكثر من 12 ديوانًا.
لقد أثرى يوسف عز الدين الثقافة العربية أينما حل: أستاذًا جامعيًا مقتدرًا، ومربيًا فاضلًا، ومؤلفًا مثريًا للمكتبة العربية، بل أثرى المجالس الثقافية في كل مكان عمل به، مع تواضع العلماء وأدب الأدباء، وإنسانية الشعراء، وترك أصدقاءً في كل مكان أقام فيه، لما لديه من دماثة خلق وحرص على الالتقاء بالمثقفين، وكان مدافعًا قويًا عن اللغة العربية، شديد الانتماء لثقافته العربية والإسلامية في العالم العربي وخارجه، وأعرف له مواقف حازمة لا يتسع المقام لسردها.
من المؤسف أن يموت يوسف عز الدين مغتربًا بعد أن خرج من منزله في بغداد ولم يعد إليه منذ عقود، ولئن مات في بلاد تناءت به عن عالمه العربي فقد بقيت مؤلفاته ودواوينه ورواياته وكتبه النقدية على رفوف المكتبة العربية مخلدة لمثقف من أبرز مثقفي العصر الحديث، حيث درَّس وأقام وألَّف في أكثر من بلد عربي.
لله ليالٍ جمعتني بالراحل الكبير في ندوة الراحل عبدالعزيز الرفاعي، حيث كان يوسف عز الدين زينة لهذا المجلس الثقافي الذي كان يديره مؤسِّسه عبدالعزيز الرفاعي بدماثة خلقه وعلو مقامه في الثقافة، وكان يوسف عز الدين واحدًا من أعلام الثقافة والأدب الذين كانوا يثرون هذا المجلس بفكره، وشعره، ونقده، مع خفّة روحه ومداعباته، ولاشك أن أصدقاءه الذين فقدوه بالغربة ثم بالموت في الغربة ستبقى تلك الذكريات من أجل ما يحملون من ألق الماضي، وهو لم يقطع اتصالاته عندما قرر أن يقيم في بلاد بعيدة، وكنت ممن يواصله بالاتصالات الهاتفية قبل أن يتقدم به السن وينهكه المرض.
يوسف عز الدين مفكر شاعر، راوٍ، ناقد، حمل عقله الفكر، وقلبه الحب للعراق، وللغة العربية، وللثقافة العربية، ولأصدقائه، وتحمل الكثير في سبيل رسالته الثقافية وآخرها أنه يموت غريبًا، وهو يرى العراق يجثم فوقه احتلالان، وكل ذلك لا يحتمله من يحمل مثل قلبه وحبه للعراق وعروبته، رحمه الله وجزاه خيرًا عن كل جهد وفكر قدّمه لأمته، وعزاء للدكتور أسل وإخوته الكرام ولأصدقائه.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store