اللحاف أقصر

في اللقاء (أو هو الحديث) التلفزيوني الذي نشرت صحيفتنا "المدينة" شذرات منه على صفحتها الثالثة (يوم السبت 17/6/1434هـ) كشف وزير الإسكان الدكتور شويش الضويحي أن جملة الأراضي المتوافرة حاليًّا والمسلمة لوزارة الإسكان تناهز الـ(160) مليون متر مربع، وهي تكفي للتوزيع على (200) ألف مستفيد في مختلف مناطق المملكة، بخلاف المساحات المتوافرة لدى البلديات، والتي ستسلم لوزارة الإسكان قريبًا.
في تصريحات الوزير المتلفزة والمنشورة استرعى انتباهي "نظام البوفيه"، أو "الحادي بادي" لتوزيع الأراضي التي سمّاها خيارات منها:
1- أرض بدون قرض (يعني منحة)، ولا ندري لمن؟ هل هي للمقتدرين أم القادرين؟!
2- أرض مع قرض (حسب الرغبة) رغبة من؟!
3- وحدات سكنية جاهزة (لمن) وأين؟!
لقاء الوزير المتلفز انطوى على جرعات من الفرح للمسحوقين تحت وطأة الإيجارات، وتحت وطأة المطالبة بتسديد الإيجارات المتأخرة.
على أي حال المستحقون للسكن الملك يتجاوز عددهم (10) ملايين، والمتوفر من الأراضي والوحدات السكنية لا يكفي، وربما يمكن انتهاء القائمة في العام (1452هـ)، وهي قائمة ولادة فما أن ينتهي عشر ملايين حتى يكون الصافون في "السرا" (10) ملايين أخرى.
منسوبو الجامعات من السعوديين الذي منح (نصف) عددهم بالضبط أراضي سكنية (منح سامية)، والـ(نصف) الآخر ينتظرون الفرج.
الممنوحون سابقًا لم يتمكنوا من بناء تلك الأراضي، فهم بحاجة إلى تمويل فلعل وعسى وزارة الإسكان أن تشملهم برعايتها، وتفيض عليهم قروضًا معفاة من الفوائد لبناء تلك الأراضي. فأستاذ الجامعة يتقاعد ويفقد سكن الجامعة، وينتقل للإيجار المرهق، ومع التقاعد يفقد البدلات، ويصبح اللحاف أقصر من أن يدثر قدميه.. والله المستعان.
ضوء:
(من حلم ساد، ومن تفهم ازداد).