السير أليكس : الأسطورة التي لن تتكرر

باعتزاله مهنة التدريب نتيجة لعارض صحي ، إضافة إلى التقدم في السن ، خسرت كرة القدم واحداً من أعلامها التاريخيين : إنه مدرب مانشستر يونايتد ، الأسطورة ، السير أليكس فيرجسن .
فيرجسن الذي تولى مهمة رئاسة الجهاز الفني بنادي مانشستر يونايتد الإنجليزي منذ صيف العام ١٩٨٦ ، أي قبل حوالي سبعة وعشرين عاما ، هو أعظم عقلية خلاقة عرفتها كرة القدم طوال تاريخها .
السير أليكس فيرجسن كان وحتى لحظة اعتزاله المهنة ، قادرا على تجديد أساليبه لدرجة عدم قدرة أي مدير فني آخر على التنبؤ بكم أو طبيعة الرسوم التكتيكية التي يعتمدها السير أليكس ، في الموسم الواحد !
المدهش أكثر مما سبق ، هو أن السير اليكس فيرجسن هو المدير الفني الوحيد في تاريخ اللعبة ، الذي يصعب إن لم يكن يستحيل على من يواجهه من المدربين ، أن ينجح في التنبؤ بالتشكيلة التي سيعتمدها قبل بدء اللعب . ومهما كانت المباراة مهمة ، ومهما بلغت عطاءات بعض نجومه من تميز ومهما بلغ هؤلاء النجوم من قدرة على الحسم ، فإن من المستحيل التنبؤ بالتشكيلة التي يعتمدها الرجل ، قبل الإعلان عنها رسمياً . وهو ما حدث خلال هذا الموسم في مباراة الإياب من الدور ربع النهائي من مسابقة الأبطال ضد ريال مدريد ، حيث دخل فيرجسن المباراة مستغنيا عن خدمات نجمه الكبير وين روني الذي كان ينتظر على مقاعد البدلاء ، اللحظة المناسبة التي يقررها السير أليكس لمشاركته . ولقد كانت قراءة السير أليكس للمباراة موفقة للغاية ، فقدم مانشستر عرضاً أخاذا وتفوق بهدف ، وكان في طريقه للتأهل لولا تدخل الحكم التركي شاكيري الذي قام بطرد ناني ومن ثم قلب موازين المباراة بالكامل .
من خصائص السير أليكس المهمة أيضا ، هي قدرته على صقل مواهب اللاعبين وتفجير إمكاناتهم بعد تجريبهم في العديد من المراكز . وهو ما يجعل اللاعب يعيد اكتشاف إمكاناته ، ويساعده في اكتساب مختلف أنواع المهارات الدفاعية والهجومية ، أيا كان مركزه الرئيس .
لقد عاصر السير أليكس العديد من الفترات التاريخية المهمة التي شهدت تطوراً كبيراً في أساليب اللعب ، ويكفي أن نتذكر في هذا السياق أن السير أليكس بدأ مشواره مع مانشستر يونايتد عندما كان الاعتماد على محور واحد ، هو الأسلوب الطاغي على الرسم التكتيكي لكل الأندية والمنتخبات في العالم .
السير أليكس أسطورة لا أعتقد بأنها ستتكرر .