Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الإرهاب : جذور النبتة الشيطانية 1-2

لا يولد الإرهابي إرهابياً من تلقاء نفسه ، المسألة تحتاج إلى سنوات من الإعداد الذي يبدأ من الفكر قبل أي شيء آخر .

A A
لا يولد الإرهابي إرهابياً من تلقاء نفسه ، المسألة تحتاج إلى سنوات من الإعداد الذي يبدأ من الفكر قبل أي شيء آخر .
الإرهاب فكر شاذ ، والإرهاب الديني هو أكثر أنواع الإرهاب الفكري والعملي شذوذاً ، لأنه يدعو للقتل من منطلق التقرب إلى الله..! لا تسألوني كيف يكون القتل وإراقة دماء الأبرياء ، جهاداً وطريقاً للتقرب إلى الله ..؟! الجواب لن تجدوه إلا في دراسة الظواهر الفكرية التي تنبع من الشذوذ الفكري ، والتشوهات النفسية ، والانحراف السلوكي .. وجميع هذه العوامل تتجسد في النزوع نحو التلذذ بالقتل الذي ينعكس من خلال خطاب الجماعات التكفيرية المعلن في الكتب والمقالات والخطب وأشرطة الكاسيت ومقاطع اليوتيوب .
الإرهابي الصغير هو كائن يتم إعداده في المطابخ الفكرية للجماعات الفكرية أولاً ، إنه يتلقى عملية غسيل دماغ تفصله عن الحياة ، وتصنع له واقعاً خاصاً به .. وطبعا فإن هذا الواقع الخاص يقوم على معاداة كل مظاهر الحياة التي يعج بها الواقع الاجتماعي أولاً ، والواقع البشري ثانياً ، في محاولة تهدف إلى تقويض هذا الواقع واقتلاعه من جذوره ، وليس إصلاحه وتطويره .
من هنا يصبح الضحية مستعداً لتقبل أكثر الأفكار شذوذاً ودموية . إنه يتجاوز مرحلة التقبل والقبول ، إلى مرحلة الحماسة لتطبيق هذه الأفكار على أرض الواقع الذي يجب أن ينهار كلياً ، حتى يتم إعادة بنائه على أسس ( سليمة ) من وجهة نظر التكفيري الذي قام بالتخطيط والإشراف على عملية غسل الدماغ هذه .
البداية دائما ما تكون من عملية الفرز والتصنيف التي يتحدد على أساسها الموالون والمعادون ، فالعالم بالنسبة لهذه الجماعات يتكون من طرفين أو كما قال زعيمهم أسامة بن لادن ( فسطاطين ) لا ثالث لهما : الإيمان والكفر . أما قياس الإيمان أو الكفر بالنسبة لهؤلاء ، فيعتمد على معيار واحد هو : نسبة اتفاق أو اختلاف الشخص أو الجماعات المراد تصنيفها ، مع الجماعات التكفيرية .
من كل ما سبق ، يتضح أن مجتمعنا الذي أصيب بالصدمة من تغريدات أحد الأكاديميين على موقع تويتر ، والتى دعا من خلالها ، إلى قتل أطفال ونساء ( الرافضة ) بالعراق ، لم ينجح حتى الآن في فهم أو تقدير مدى خطورة ودموية هذا الفكر التكفيري . نعم التغريدة التي كتبها ذلك ( الأكاديمي ) ، تجاوزت حدود التقيّة التي يلجأ إليها كثير من التكفيريين في خطابهم الموجه إلى المجتمع عامة وليس ذاك المقتصر على المجموعات المنتمية إليهم والمنضوية تحت جناحهم .. لكن المسألة لا تبدو فيما لو تأملناها ، سوى تعبير بسيط عن حقيقة أفكار هؤلاء المصابين بأعراض مرض السادية .
للحديث بقية .
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store