Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كتابات الصيف

بعد معاناة إلكترونية.. تحصّلت على موعدٍ في القنصلية، شكرًا لمفجري الحافلات الحمراء.. فقد أصبحت معظم التأشيرات صعبة المنال بعدما كانت تُستخرج في يومٍ واحد.

A A
بعد معاناة إلكترونية.. تحصّلت على موعدٍ في القنصلية، شكرًا لمفجري الحافلات الحمراء.. فقد أصبحت معظم التأشيرات صعبة المنال بعدما كانت تُستخرج في يومٍ واحد.
أخذت طريقي وسط زحام المدينة مستخدمًا بعض الدهاء في طرقاتٍ جانبية، بدون ذلك تتضاعف مدة الرحلة هذه الأيام.. أحيانًا أحس نفسي قد أصلُح لأن أكون قائد عربة أجرة سوداء في لندن، حين يشق طريقه الذي يحفظه عن ظهر قلب بعد دراسة خارطة لندن الكبرى والصغرى على دراجة.
وبينما أنا أقترب من هدفي، أحسستُ بجوعٍ رهيب يعتصرني، نظرت إلى الساعة فوجدت أن ثمة وقت قد تبقى إلى أن يحين موعدي حسب ساعتي الزمنية المعطوبة، حيث إنني مِن مَن يُسمّون «polychronic» وهناك نوع منهم لديه مشكلة في ساعته الداخلية «المعطوبة»، فهم دومًا يعتقدون أن الرحلة من أ إلى ب تستغرق خمسة عشر دقيقة بينما هي حقيقةً لا تقل عن أربعين!
وإذ بي وأنا أرفع عيني فإذا بها تقع على ملصق دعائي لوجبة سريعة لفطيرة أوروبية أمامي، وبعد لحظات وجدتني أمام المتجر الذي يبيعها.. فأدركتُ أنها إشارة وليست محض صدفة.. وما أكثر الإشارات في حياتي!
الغريب أن هذه المطاعم السريعة، لا أحد يُخطِّط مسبقًا في الذهاب لها، بل هي وليدة خطة عشوائية أو عفوية وربما اضطرارية كما في حالة صديقنا، بعدما دلفت إلى المكان وجدت البائعين يعتمرون القبعة الفرنسية الجميلة «البيرية» والتي ذكرتني بالأستاذ توفيق الحكيم الذي كان أشهر من لبسها، ويُقال إنه هو الذي أدخلها فرنسا! لا يهم.. أخذت الشطيرة ونظرت إلى الساعة فوجدتها قد أوشكت على الموعد!
هرعتُ إلى المركبة وأصبحت أقود بيد، وآكل بيد أخرى، وكانت المفاجأة.. لم تكن الشطيرة سيئةً أبدًا كإخوتها من الشطائر! بل بالعكس كان خبزها طريًا ذا طعم مميز مغطى بصوص كأنه صوص «بوفوار» حلَّق بي إلى مطعم «سويس إير» على نيل القاهرة!
نلتقي الأسبوع المقبل..
إلى اللقاء،
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store