تعثر مشروعات الإسكان

منذ سنوات بدأت في الظهور مشكلة الإسكان. وأظهرت الإحصاءات أن ٧٠% من المواطنين السعوديين لا يملكون مساكن، ولارتفاع الإيجارات وطول الانتظار في صندوق التنمية العقاري، ولمعاناة المواطن استجابت القيادة وأمر خادم الحرمين الشريفين بإنشاء الهيئة العامة للإسكان واعتماد ١٠ مليارات ريال لها للبدء في إنشاء منازل، إلا أن الهيئة لم تتمكن من تحقيق حلم المواطنين وتحويله إلى حقيقة، وتزايدت الشكاوى لسرعة توفير السكن للمواطنين واستجابت القيادة كذلك وأمر خادم الحرمين الشريفين بتحويل الهيئة إلى وزارة للإسكان واعتماد مبلغ ٢٥٠ مليار ريال لبناء ٥٠٠ ألف وحدة سكنية، تفاءل واستبشر الموطنون خيراً، إلا أن وزارة الإسكان لم تُحقِّق حلم المواطنين حتى الآن، وبرغم توفر الأراضي في كل المدن الرئيسة، فمشروعات الوزارة تعثَّرت، ولاحظ الجميع البطء في التنفيذ، لأسباب كثيرة منها على سبيل المثال: ضعف تام للجهات المشرفة على بعض المشروعات، وأحياناً غيابها.. عدم التعاقد مع شركات المقاولات المُؤهَّلة فعلياً لتنفيذ تلك المشروعات.. بعض المشروعات المتعثرة التي أظهرتها وسائل الإعلام.. الشركة التي تعمل في مشروع إسكان العلا في منطقة المدينة المنورة توقّفت عن العمل تماماً وما نفذته لا يتجاوز الـ٣٠٪، والتوقف نتج عن خلافات مالية بين الشركة والوزارة، وكان المفترض أن تسلم الشركة المشروع في رمضان الماضي، وبرغم أن الوزارة جددت العقد مع الشركة لمدة ٩٠ يوماً إلا أن المشروع تعثَّر. وكذلك تعثَّر مشروع سكاكا (السليمانية) بمنطقة الجوف (عكاظ العدد ٤٣٣٩)، وطالبت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وزارة الإسكان التحقيق في أسباب تعثر المشروع والمسؤولين عنه والإجراءات التي اتخذتها وزارة الإسكان لمعالجة ذلك، وأسباب عدم استخدام حقها النظامي في إنذار المقاول وسحب العمل عنه، وتحديد المسؤولية في ذلك.. وطالبت "نزاهة" بتفعيل دور الجهات المختصة بالوزارة للإشراف والمتابعة لسير العمل في المشروع، علماً بأن تسليم المشروع ابتدائياً كان بتاريخ 18/6 فيما لا تتجاوز نسبة الإنجاز ١٣،٦%، وأن عناصر المشروع لا تتضمن أعمال الربط بالخدمات، كالماء والكهرباء وغيرها، وما نشرته صحيفة سبق الإلكترونية عن مشروع القريات بمنطقة الجوف والتي تزيد تكلفته عن ١٢٢ مليون ريال، وقد اتضح أن ٢٥ فيلا تهدد سلامة الأرواح وتستلزم إزالتها، بخلاف عيوب عديدة عمّت المشروع.
إذا كانت مشروعات الوزارة تتعثر ولم تتمكن الوزارة من تنفيذ جزء من الـ٥٠٠ ألف وحدة سكنية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين، فكيف تستطيع وزارة الإسكان تطوير أراضي المنح وتسليم المواطنين الأرض والقرض..؟ انتظر الإجابة من وزارة الإسكان الموقرة.