Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ملاحظات حول إيران.. وسوريا

إيران قلقة من تطورات القضية السورية..

A A
إيران قلقة من تطورات القضية السورية.. فعلى الأرض لم يتمكن النظام الحاكم في سوريا من تحقيق الانتصارات التي كان يعد بها، رغمًا عن الدعم العسكري والمادي الذي يتلقاه من إيران والعراق وروسيا، ولم تتمكن قوات الحرس الثوري، وفرق حزب الله من تحقيق إضافة ملموسة إلى القدرات العسكرية للنظام في مواجهته مع المعارضة.. وعلى الواجهة السياسية تدور الآن مشاورات بين الدول الكبرى لاحتواء الأزمة السورية؛ ممّا سيؤدّي إلى سقوط النظام القائم الذي تهيمن عليه طهران، وسيكون له عواقب على النفوذ الإيراني في المنطقة وفقدان حزب الله للحماية السورية.
ومن الصعب الحديث في هذه المرحلة عن مدى تقلص التمدد الإيراني في المنطقة فلا يزال النظام الإيراني يلعب بعدد من الأوراق السياسية، ومن ضمنها، وأهمها المذهب الشيعي، والسعي لوضع كل أتباعه تحت إدارته الدينية والسياسية، ولديه بالطبع نفوذه الواسع في العراق.. إلاّ أن المخاطر التي تهدد النظام الإيراني النابعة من عدم الاستقرار الداخلي والصراع بين أقطابه تمثل تهديدًا أكبر من أي تهديد خارجي.
إدارة أوباما غير راغبة في الدخول في أي مغامرة تتطلب أيّ نوع من التدخل العسكري المباشر منها، وهي تسعى الآن إلى منع السلفيين الجهاديين الحصول على نفوذ في سوريا عبر نجاحاتهم العسكرية، وتحاول التفاهم مع روسيا على حل وسط للأزمة السورية يجنبها في الدرجة الأولى أي تورط يلزمها بتقديم دعم عسكري للمعارضة.. وهي بحاجة في هذه المرحلة إلى تفاهم مع كل من إيران وروسيا للانسحاب من أفغانستان العام المقبل، خاصة وأنها تخلّت عن التعاون مع باكستان في هذا الأمر.
لذا لازالت الخريطة السياسية لمنطقتنا غير مكتملة، وبالتالي فإن الدور الإيراني فيها عند انتهاء نظام الأسد في سوريا غير واضح.. فمصر مثلاً التي تولّى الحكم فيها الإخوان المسلمون يواصلون بإصرار عجيب التقارب مع طهران، والتعاون معها بشكل يظهرون فيه، وكأنهم يستفزون العرب الآخرين أكثر، ممّا يكونون يسعون لمصلحة مصر، ويصرون على أن تكون إيران جزءً من أي حل للمأساة السورية، متجاهلين في نفس الوقت الكارثة الواقعة في العـراق نتيجة للهيمنة الإيرانية عليها.
رئيس الائتلاف الوطني السوري المستقيل، معاذ الخطيب، فاجأ الكثيرين عندما طرح مبادرة جديدة من (16) نقطة تتضمن خروج آمن لبشار الأسد وخمسمئة من رجال نظامه إلى أي بلد يرغب في استضافتهم (ليس من الواضح لماذا خروج آمن لخمسمئة من رجال النظام، وليس لعدد أقل أو أكثر)، وأن يسلم السلطة لنائبه، فاروق الشرع، أو رئيس الوزراء الحالي، وائل الحلقي، وأن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بتكليف وسيط دولي يشرف على المرحلة المؤقتة في سوريا، ورعاية انتقال السلطة.
احتمالات خسارة النظام الإيراني ما تبقى لنفوذه في بعض المناطق احتمالات كبيرة.. إلاَّ أن عوامل التدخل الدولي في أكثر من موقع في الشرق الأوسط، وبصورة رئيسة التدخل الأمريكي، تعطي لإيران مكاسب لا يستحقها.. وهكذا كان الأمر في العراق، وقد يكون غدًا في أفغانستان، وإن كان بشكل أقل.. والحل المقترح من قبل معاذ الخطيب يحتاج إلى توافق روسي أمريكي، وإلى ضغوط منهما على كافة الأطراف، بما في ذلك إخراج المقاتلين الأجانب من سوريا، يشمل ذلك الحرس الثوري الإيراني ومقاتلي حزب الله، إلاَّ أنه ليس من الواضح ما إذا كانت روسيا ترغب في الضغط على إيران، وما إذا كان ضغطها كافيًا لقبول طهران بواقع انتهاء عهد هيمنتها على سوريا.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store