فوضى

جاءت الحركة التصحيحية لأوضاع العمالة المترسّبة (المتخلّفة) والمخالفة للأنظمة والتعليمات المعمول بها في المملكة، بمثابة العلاج الناجع، ربما إلى حد ما في مداواة مشكلة تغافلنا عنها، لكي لا نقول استغفلنا حتى أمست إشكالية معقّدة تمظهرت تداعياتها في المدن السعودية كافة، لا.. بل وحتى في النجوع والجبال والصحارى، فحيثما يمّمت وجهك ألفيت تجمعات بشرية كثيفة تعيش في حواشي المدن وتحت الجسور، لا بل ثمة أحياء كاملة تغصُّ بالمخالفين من العمالة بنوعيها الناعمة والخشنة.
إن مهلة تصحيح أوضاع هؤلاء المخالفين شابها ضرب من ضروب الفوضى والعشوائية، وافتقدت الجهات المسؤولة عن عملية التصحيح الحس التنظيمي للعملية برمّتها؛ ممّا أحدث التكدّس والازدحام عند إدارات الجوازات، وما ترتب على ذلك من حوادث تدافع وإغماءات كان بالإمكان بقليل من التنظيم تجنّب كل ذلك، فلو أن الجوازات -رغم تواضع جهوزيتها- أعلنت عن جداول زمنية للتصحيح بحسب الجنسيات، وكثافة أعدادها.. فعلى سبيل المثال لا الحصر: الجنسية البنغالية من يوم 2 /6 /2013م إلى 12 /6 /2013م، الجنسية الفلبينية من 13 /6 /2013م إلى 21 /6 /2013م، وهلم جرا لبقية الجنسيات، وربما يكون هناك أكثر من جنسية في اليوم الواحد، وهذا يعتمد على كثافة أعداد الجنسية المخالفة للأنظمة.
إن اتِّباع جدول زمني قد يطيل مدة التصحيح، إلاَّ أن مضاعفة العمل على فترتين أو ثلاث فترات (نوبات) كفيل بالقضاء على السلبيات التي رافقت الحملة التصحيحية، مثل تفشي ظاهرة السمسرة والتعقيب الموسمي، ومايرافق ذلك من ابتزاز يرقى إلى الفساد.
ويا ليت أن جوازات جدة تنقل أعمالها التصحيحية إلى صالة المعارض على طريق المدينة الطالع، أو حتى في ملعب الأمير عبدالله الفيصل، فمشاهد الازدحام حول مبنى الجوازات أو في حي الرحاب ينبئان بأن حركة التصحيح لن تنتهي قبل شهر الحج.
ضوء:
(المروءة ألا تفعل سرًّا ما تستحي منه علانية).