Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

زواج الغُربة.. الهروب من الطلبات التعجيزيّة

زواج الغُربة.. الهروب من الطلبات التعجيزيّة

الكثير من الزيجات صارت تتم بعيدًا عن الأهل والأسرة، والوطن.

A A

الكثير من الزيجات صارت تتم بعيدًا عن الأهل والأسرة، والوطن. قديمًا كان المغتربون والمهاجرون السودانيون، عندما ينوي أحدهم إكمال نصف دينه، لا يفكر إلا بالرجوع إلى الوطن، وإقامة هذه المراسم بمعية الأهل، برجوعه إلى الوطن لتبدأ رحلة الاختيار. الآن صار الوضع مختلفًا عما عليه من قبل، فالكثير من الزيجات تمت بزواج سودانيات من خارج الوطن، ولم تشارك فيه الأسرة، اللهم إلا عبر الصور وأفلام الفيديو التي يشاهدونها. وعليه فالمشاركة من على البُعد. الكثير من هؤلاء المغتربين قرروا الزواج خارج السودان، لقناعتهم الكاملة بأنّ أي أسرة يتقدمون إليها تضع مباشرةً في ذهنها أنّه مغترب، وبالتالي تبدأ سلسلةٌ من الطلبات التي تصل في مرات كثيرة منها التعجيزية والمستحيلة.

مغامرة ومجازفة
محمد الهميم أشار إلى أنّ الزواج في دول الاغتراب والمهاجر يختلف عن الزواج في السودان، وله تجربة قريبة في ذلك، عبر أحد الأصدقاء. ففي دول الغُربة، لا يُبالغ أهل العروس في طلباتهم، بل يحددون المعقول منها، لمعرفتهم التامة بمعنى أنْ يتقدم لابنتهم زوج سوداني، وليس أجنبي. الأمر الآخر، والحديث لا يزال لمحمد الهميم، فغالب المتطلبات متوفرة في بلاد الغربة، وليس فيها الغلاء الذي نعاني منه هنا في السودان.

للضرورة أحكام
السيد حامد قرأ علينا في البدء قول الرسول الكريم (عليه السلام): (أقلهن مهرًا، أكثرهن بركة)، متسائلًا في ذات الوقت، لماذا المُغالاة في طلبات الزواج، للدرجة التي تصل فيها هذه الطلبات مرحلة أنْ يُطلق عليها (تعجيزية) بالنسبة للشاب الباحث عن شريكة حياة وإكمال نصف الدين والشباب في المهجر يتجنبون بقدر الإمكان الحياة المرفهة التي كانت تعيشها الفتاة والتي يصعب على الشاب توفيرها.
أحمد الطاهر بدأ حديثه حزينًا ومتألمًا، وقال: إنّ الغربة التي يعيشها تُصيبه بوحدةٍ قاتلةٍ، بسبب انفصاله عن زوجته التي تركته بعد حياة غير مستقرة بين الطرفين سببها التفكير المتسرع في إيجاد شريكة حياة بأي طريقة كانت فلم يجد أمامه إلا طليقته التي تربت وحصلت على تعليمها خارج الوطن مواصلًا أنه تجنب زواج بنات البلد للتكاليف المادية التي ستتبعها ولكن عاد أخيرًا ونصح كل شاب في الزواج من السودان والبعد عن مجازفة الزواج من خارج السودان.
زواج مكلف
خالد سليم قال إنّ المغترب عندما يأتي السودان يعتقد الناس كلهم بأنّه يحمل معه كنز علي بابا، عليه فكل تفكيرهم ينحصر في تزويجه بطريقةٍ مكلفة، وبعد أنْ تنتهي المراسم يكون قد (نفض الوراهو والقدامو)، ليس هذا فحسب، يشير خالد بأنّ زوجته الجديدة نفسها تبدأ في سلسلةٍ من المطالب، على شاكلة رسل لي أمي عشان تجي تقعد معاي، وأخوي داير يشتغل؟ واشتري لينا بيت، وغيرها من الطلبات التعجيزية التي لا تنتهي إلا بنهايته هو شخصيًا. لكل هذه الأسباب يشير خالد بأنّهم لا يفكرون البتة في الزواج، وإنْ تزوجوا لا يرغبون في أن تكون زوجاتهم معهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store