عودة وتخبط

جسد الاتحاد والأهلي والهلال والشباب واقع الأندية السعودية وحالة اللا استقرار الفني التي تعيشها، ففي الوقت الذي استعاد فيه العميد والقلعة عافيتهما وحققا فوزين ثمينين آسيوياً، خماسية للأهلي وثنائية للاتحاد في أبو ظبي.. خسر الشباب أمام العين، كما خسر الهلال بالتعادل مع الأهلي الإماراتي في الرياض، بينما الفوز الأجمل جاء من النصر عندما كسب الوصل وقطع نصف المشوار نحو التأهل لنهائي البطولة الخليجية.الهلال تعادل بعد أن قدم مباراة بطيئة ووضح تأثر الفريق بغياب لاعبه السويدي ويلهامسون وهذه حقيقة يجب أن يعترف بها جيريتس قبل غيره لأنه المعني بإيجاد الحلول الفنية، والشباب بخسارته أثبت أنه يمضي بطريقة حبة فوق وحبة تحت، ولا يمكن أن نتجاهل ظاهرة الإصابات المتفاقمة في الفريق.القلعة عادت خضراء وأثمرت خمسة أهداف وكسب فارياس جزءا من الرهان، فالفريق الذي شاهدناه بغض النظر عن خماسيته فإن الحيوية اكتسته، وتحرك اللاعبون في أرجاء الملعب، والنتيجة الكبيرة في حد ذاتها دعم معنوي ينبغي أن يثمر عن استقرار فني.عزيمة النصر كانت كبيرة أمام الوصل، وبزغ نجم أحمد عباس فسجل هاتريك جميلا، وخطا العالمي خطوة موفقة للأمام، أما الاتحاد فقد واصل تفوقه الميداني وتخبطه الإداري، فلا جدال على أن النمور عادت وبقوة، ولن أتوقف عند نور ومواصلة تألقه صناعة وتسجيلاً للأهداف ولكنني سأتحدث عن مشعل السعيد، فقد برز بشكل لافت ولعب بدون فلسفة وبمبدأ السلامة، لذلك تفوق على من هم أفضل منه فنياً.. الروح والالتزام تصنع المستحيلات، ورضا تكر كان موفقاً هو الآخر، ومنذ سنتين ودفاع الاتحاد لم يلعب بهذا التنظيم الرائع وينسب للمدرب، أما إدارياً فقد تابعنا بدهشة الأخطاء فالفريق غادر جدة وسط تأخير، وعاد من أبو ظبي على دفعتين، وتردد أن السبب عدم تأكيد للحجوزات مما يعني أن التخبطات الإدارية لا زالت مستمرة.وضع الاتحاديون ثقتهم في المشرف العام محمد الباز وهو رجل أهل لها فقد أثبت في غير مرة جده وإخلاصه في عمله وعندما اقترب وعمل بجد واجتهاد ساهم بقوة في العودة الحالية، ولكن تقع عليه مسؤولية كبيرة في محاسبة المتسبب في ما حدث من تقصير وإهمال، لن نطالب بإبعاد هذا أو إقصاء ذاك، فالمسألة ليست استقصادا ولكن المقصر يجب أن يحاسب، فجماهير الاتحاد لن تحتمل هزة جديدة بعد العودة ولا يمكن لكيان كبير أن يترك ليعبث به فرد.