Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الانتخابات الإيرانية .. ماذا تعني للعرب؟

يتطلع العالم العربي لعلاقات صداقة وحسن جوار مع الشعب الإيراني ولكن التشبث بالعامل المذهبي الذي يستخدم من قبل الأجنحة المتطرفة في ذلك البلد لتعكير الأجواء وتأزم العلاقات في المنطقة مرة في لبنان وما تقو

A A
يتطلع العالم العربي لعلاقات صداقة وحسن جوار مع الشعب الإيراني ولكن التشبث بالعامل المذهبي الذي يستخدم من قبل الأجنحة المتطرفة في ذلك البلد لتعكير الأجواء وتأزم العلاقات في المنطقة مرة في لبنان وما تقوم به من تأييد ودعم لوجستي لحزب الله .. ومرة في البحرين وما تثيره من تأزم بين أفراد المجتمع البحريني.. ومرة في الكويت والصراع البرلماني والدستوري هناك.. ومرة أخرى في داخل المملكة العربية السعودية حيث وصل الامرإلى تكوين شبكات تجسس تخريبية.. ورفضها حل مشكلة الجزر الإماراتية ، وما فعلته من خراب وتدمير في العراق .. ومحاولات تخريب في أماكن عدة من العالم العربي .
التحركات تثير الشكوك حول حسن نوايا إيران في تعايش سلمي مع جيرانها يركز على التنمية وتحسين مستويات المعيشة ويمهد الأرضية لنوع من التكامل المفيد للإسلام والمسلمين على المدى البعيد.
في داخل إيران هناك فئات مضطهدة مثل السنة وعرب الأهواز ومعظم الدول العربية لا تقوم بأي مجهود يذكر في سبيل دعمهم تجنباً لمجاراة ما تقوم به إيران في البحرين ولبنان على وجه الخصوص.
القضية الفلسطينية لم تستفد من الموقف الإيراني إلا شق وحدة الفلسطينيين دعماً لاستراتيجية بعيدة المدى لخدمة المصالح الإيرانية والموقف من النظام السوري سيكشف أوراقاً كثيرة طال أمد التعتيم عليها.
المشروع النووي الذي تعمل عليه إيران مصدر قلق وتأزم لكل دول العالم .. لا لان إيران ليس من حقها امتلاك قدرات نووية للأغراض السلمية .. ولكن لان السياسة الإيرانية تدل على أن الغرض منه الهيمنة على منطقة الخليج العربي .. ولوضعها في موقع تفاوضي قوي على المسرح الدولي حسب تصورها.
تصرفات إيران أزّمت علاقاتها مع معظم دول العالم وعرّضتها للمقاطعة والعزلة الدولية وأثرت على نموها بالرغم من إمكاناتها البترولية وغيرها من الثروات الطبيعية وسلوكها الدولي لا يدل على حسن التصرف بل سوء إدارة على كل المستويات وأخرها تدخلاتها في سوريا وتأجيج حرب طائفية خارج حدودها تهدف إلى الدمار والتخريب على الدول العربية.
الانتخابات الأخيرة تبرز في الظاهر ممارسات ديمقراطية والأمل أن يكون السيد روحاني المنتخب الجديد الموصوف بالاعتدال يعي ما تحمله الملفات التي سيواجهها في اليوم الأول الذي سيتولى الرئاسة في إيران وان يستطيع العمل على تحسين العلاقات مع دول الجوار والتوقف عن التدخل في سوريا والعراق والبحرين وعن إثارة النعرات المذهبية في كل دول الجوار.
وبالعودة إلى عنوان المقال .. فان الانتخابات الأخيرة في إيران لن تعني شيئا للعرب إذا استمرت إيران في اللعب بورقة سني شيعي لأسباب سياسية حسب منهجها القديم.. من احتلال الجزر الإماراتية.. إلى تخريب العراق.. إلى التدخل الأخير في سوريا.. وما لم يتمكن الرئيس روحاني من إقناع الأجنحة المتطرفة بانتهاج سياسة جديدة تخرج إيران من عزلتها وإعادة النظر من جديد في سياسة إيران الخارجية .. ويعلن فورا إيقاف التدخل في سوريا .. وينزع الفتيل من التأزم القائم حالياً .. فان المنطقة مقبلة على تصعيد وسباق تسلح نووي وربما تدخلات أجنبية تكون إيران اكبر الخاسرين من جرائها.
وقفة: في الأسبوع الماضي تم اختراق بريدي الالكتروني مما افقدني معلومات قيمة مثل عناوين كل الأصدقاء بما في ذلك موقع الجريدة وارجو من الجميع مراسلتي من الآن فصاعدا على البريد التالي:salfarha2@gmail.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store