Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

معالجة إنسانية وطنية من سمو أمير المدينة المنورة

الباعة الجائلون نفوسٌ عفيفة تطلب لقمة كريمة، وهي بحاجة إلى من يُعزِّز عفّتها، ويساعدها على كسب عيش شريف، لأنها لو لم تَسْعَ لرزق كريم لما احتملت البقاء على الرصيف أو الطريق، متحمّلة الحر الشديد والشمس

A A
الباعة الجائلون نفوسٌ عفيفة تطلب لقمة كريمة، وهي بحاجة إلى من يُعزِّز عفّتها، ويساعدها على كسب عيش شريف، لأنها لو لم تَسْعَ لرزق كريم لما احتملت البقاء على الرصيف أو الطريق، متحمّلة الحر الشديد والشمس الحارقة، ومعالجة وضعها معالجة للفقر، وطريق من طرق معالجة البطالة، وهي معالجة تطبيقية عملية.
ولذا سعدتُ بما نشرته الصحف من توجيه سمو أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز بمعالجة وضع الباعة الجائلين، وتخصيص أماكن منظمة لهم تكون مجانية، وأنه قد وفّرت لهم أمانة المدينة ما يقارب (500) مبسط (محل) في المنطقة الشمالية للمنطقة المركزية، ومثلها في غربي المنطقة المركزية، وهو حل جيد، فهؤلاء مواطنون شرفاء يطلبون لقمة كريمة بعرقهم، والأجمل أن ذلك شمل النساء الشريفات؛ اللاتي تحمّلن المشقة، ليوفرن لأسرهن عيشًا يغنيهم عن تكفف الناس، وعندما يمر المار بهن يرى العفة والكرامة فيهن، وأنهن لولا الحاجة لما تجشمن تلك المشاق، والأمل أن يشمل ذلك جميع الأماكن ومنها أولئك النسوة حول مسجد قباء، فهن يجلسن على الرصيف ببضائع متواضعة، لكنها عنوان الكرامة والعفة لإنسان هذه البلاد الكريمة.
الأمل أن يتطور الموضوع إلى أكشاك ذات مظهر حسن، يوفر لأولئك الباعة الظل والتكييف، وبخاصة الأمهات اللاتي تحمّلن مسؤولية إعاشة أيتام أو صغار، والمعالجة لهذا الموضوع معالجة إنسانية ووطنية، ومعالجة للبطالة وللفقر، فالحاجة لحلول عملية، وليس لوعود، ولذا فالشكر لسمو أمير منطقة المدينة على هذه المبادرة التي أثق أنه ستتلوها حلول، تجعل هؤلاء يشعرون بسعادة في كسب الرزق، وتُخفِّف من معاناتهم.
والموضوع الآخر الذي جاء بعد ذلك زيارة سموه الميدانية المفاجئة في منتصف نهار رمضان الشديد الحرارة في هذا العام، وكانت زيارة مفاجئة وعملية لحي العُصْبَة (بضم فسكون أو ضم ففتح)؛ للوقوف الميداني على شكوى مواطني ذلك الحي من انقطاع المياه عنهم في هذا الحر الشديد، ولقاء سموه بالمواطنين والسماع منهم أثلج صدورهم كما عبّروا، وهو بلاشك كذلك، وهو يشعر المواطن أن شكواه إذا وصلت إلى المسؤول ستجد الإجابة والحل.
هذا الموضوعان قد يكونان صغيرين عند بعض الناس، لكنهما كبيران عند أهل الشأن، ومعالجتهما من سمو الأمير معالجة لموضوعين ذوي مساس بحياة المواطن، وبتوفير حق من حقوقه، وبمثل ذلك تُحل الموضوعات، لا بالوعود ولا بالتصريحات الصحفية، فجزاه الله خيرًا، وأخذ بيده لكل خير، ووفقه وسدد خطاه.
وبالمناسبة فإن حي العُصْبَة الواقع غربي مسجد قباء، منطقة زراعية ذات نخيل، وهي أول مكان نزل فيه المهاجرون الأولون في المدينة المنورة، كما شرف الله قباء بأنه أول موضع حلَّ به سيد البشر صلى الله عليه وسلم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store