Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الكرُّ والفرُّ في المفاوضات مع إسرائيل!

يقوم السيد جون كيري وزير الخارجية الأمريكي -منذ توليه لمنصبه- بزيارات مكوكية، في محاولة لإقناع الإسرائيليين والفلسطينيين -كما يدّعي- بالعودة إلى طاولة المفاوضات، وهو لم يأتِ بجديدٍ، فأسلافه -ذكورًا وإ

A A
يقوم السيد جون كيري وزير الخارجية الأمريكي -منذ توليه لمنصبه- بزيارات مكوكية، في محاولة لإقناع الإسرائيليين والفلسطينيين -كما يدّعي- بالعودة إلى طاولة المفاوضات، وهو لم يأتِ بجديدٍ، فأسلافه -ذكورًا وإناثًا- حاولوا ولم تثمر جهودهم في إقناع الكيان الصهيوني بالتوصل إلى حل مقبول.
تدور الأحداث في محيط الصراع العربي الإسرائيلي بدون الاقتراب من نقطة الانفجار إلاَّ عندما تختار إسرائيل القيام بنوع من التمارين العسكرية تتسلَّى من خلالها في قتل الشعب الفلسطيني، وتدمير منشآت في داخل الأرض المحتلة، وفي لبنان وسوريا أيضًا، بحجة أنها تُشكِّل خطرًا على أمنها واستقرارها.
أثبتت التجارب بأن أمريكا طرف في النزاع من خلال تأييدها المطلق، وإعلانها مرارًا وتكرارًا بأنها لم ولن تتخلَّى عن ضمان وحماية أمن إسرائيل، وفي نفس الوقت تدّعي أنها مع حل الدولتين الذي يرفضه الكيان الصهيوني، وأمريكا تغض الطرف لتمكينه من التوسع وخلق أمر واقع في القدس ببناء المستوطنات، وتهجير السكان وبأموال أمريكية!
والمفاوض الفلسطيني «صائب عريقات» على موعد بتجديد العهد مع ليفني -الوزيرة المُحنَّكة- في جولة يتكرَّر فيها نفس الموّال القديم، تُراوغ وتُسوِّف وتضيّع الوقت، والبناء في مستوطنات جديدة في القدس مستمر، والمعتقلات الإسرائيلية ملآنة بالفلسطينيين شيبًا وشبَّانًا، وبين حين وآخر تفرج عن عشرة وتعتقل مئة.
والشيء الغريب أن موجة الربيع العربي لم تصل إلى الأراضي المحتلة لأسباب مجهولة، وهنا يَرد السؤال: أين قادة فلسطين؟ وأين شباب فلسطين؟ وأين ربيعهم العربي؟ وهل هم في طريقهم للاستسلام للأمر الواقع ونسيان القضية؟.
أغلب الأنظمة العربية -كما هو واضح- مشغولة بنفسها ومشكلاتها الداخلية، ولم تعد قضية العرب الكبرى اهتمامهم الأوّل كما كانت في يومٍ من الأيام!
إن قاعدة التفاوض غير معترف بها من الجانب الإسرائيلي من بداية الصراع، وفي مثل هذه الحالة لا يمكن التوصُّل إلى حلٍ عادلٍ، إلاّ من خلال النضال المستمر وبكل الوسائل.
أعداء العالم العربي يقومون بتدمير مُنظَّم لقوى المنطقة العربية، وفي نفس الوقت يُنفِّذون مُخططاتهم التوسعية، ويُغذّون الصراعات الطائفية، ليَنْفَذُوا من خلالها إلى بُؤر الفساد التي تساعدهم على الاستمرار.
وإذا كانت إسرائيل ومؤيدوها يتذرّعون -على الدوام- بالعامل الأمني، فلماذا لم تقبل مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي تبنّتها الجامعة العربية، ووفَّرت لها كل الضمانات؟!
وفي ظل ذلك التعنت الإسرائيلي المستبد، لماذا لا تضغط القوى الفلسطينية من خلال موجة ربيع عربي فلسطيني يحرج المؤيدين والمتعاطفين مع إرادة الشعب الفلسطيني وحقه في الحرية والعدل والمساواة، بدلاً من مفاوضات مصيرها الفشل كما حصل في الماضي، لأن إسرائيل ومن على شاكلتها لا يريدون حلاً سلميًّا مهما حاول البعض للترويج لذلك.
واللافت للنظر أنه في الوقت الذي يشهد العالم ما يحدث في مصر وسوريا ولبنان والعراق من اضطرابات أمنية تبدو الأمور في الأراضي المحتلة هادئة، وتختار الإدارة الأمريكية جلب الفلسطينيين لطاولة المفاوضات بدون أية ضمانات لنجاحها، وكأن القضية أصبحت لعبة أطفال يتلذذ البعض بتكرارها!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store