في عدد من بلدان العالم يوجد فلول من البشر ليس لهم هوية نظامية، زجّت بهم ظروف الترحال ليكونوا شبه منسيين في أوطانهم. في أمريكا وكندا الهنود الحمر الذين يعيشون في مجمعات شبه محميات.. وفي أوروبا توجد فرق الغجر والصلب، وفي العالم العربي يوجد البدو الرحل، أو ما يُسمّى الـ»بدون». الكويت أكثر دول المنطقة تُثار فيها مشكلة الـ»بدون» ولم يتم حل الإشكال بصفة نهائية، والدول الخليجية الأخرى لا تخلو من وجود مجموعات مجهولي الهوية، ينطبق عليهم مسمى الـ»بدون» ولكن الأعداد وأماكن وجودهم غير معروفة لعامة الناس.
المناطق العشوائية المنتشرة في بعض مدن المملكة يوجد بها ما يُشابه الـ»بدون»، من حيث التخفي عن أنظار الأجهزة الحكومية، والبعض لا توجد لديهم الوثائق النظامية، ومع مرور الزمن كثرت الأعداد، وتعاظمت المشكلات، ولم يعد هناك من بد سوى البحث عن حلول عملية تراعي العوامل الإنسانية لتلك الفئات، وتحمي البلد من انفجار سكاني خارج إطار الإحصاء والتخطيط الحضري (التعليم والصحة والسكن والضمان الاجتماعي) للمدن التي يعيشون في أحشائها وعلى أطرافها.
المبادرات التي تمت في اتجاه إيجاد حلول عملية عادة ما تقابل بالكثير من الحماس، ولكنها تسير ببطء، والمطلوب الإسراع بتلك الحلول المنتظرة.
الخطة الجاري تنفيذها لحل وضع البرماويين برعاية خاصة من سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل تَوجُّه نموذجي، حيث إننا بحاجة لعمالة بطرق نظامية، والرهان على العناصر المنضبطة في الداخل أفضل من جلب وافدين بشروط تعجيزية من الفلبين وغيرها من الدول الآسيوية.
الأواصر القبلية في شبه الجزيرة العربية من العوامل الرئيسة التي تساعد المواطنين الرحل في البادية للحصول على بطاقات أحوال وجذبهم للإقامة والاستقرار في المدن والمجمعات القروية، حيث يتمكن الأبناء والبنات من الذهاب للمدارس والحصول على الرعاية الصحية بصفة عامة. والتائهون في الفضاء الجغرافي الشاسع في شبه جزيرة العرب يتنقّلون من بلد لآخر قد يكونون عرضة لمغريات محرمة، مثل تهريب المخدرات والسلاح والبشر في بعض الحالات، ولذلك يجب أن يكون هناك خطة لحصر أعداد الفئات التي قد تُصنَّف تحت مسمّى الـ»بدون» في داخل المدن وخارجها، ووضع خطة بعيدة المدى لجعلهم جزءًا من النسيج الوطني والاجتماعي، وتسهيل حصولهم على عمل مناسب لقدراتهم بدلاً من تركهم يعملون ويعيشون بطرق غير نظامية.
حملة تصحيح أوضاع العمالة الوافدة أتاحت فرصة ثمينة للعمالة المتسيبة والمتخلفين بعد مواسم الحج والعمرة، ولكنها لم تشمل المتسللين عبر الحدود بطرق غير نظامية، والسؤال: هل لـ»البدون» حظ في الحملة التصحيحية، أم أن لهم معاملة خاصة؛ بصفتهم مجهولي الهوية؟!
من بين الأسئلة التي تثار باستمرار وضع الأبناء والبنات من زيجات أجنبية في الداخل والخارج، هل يندرج وضعهم تحت مسمّى الـ»بدون»، أم أن هناك تعريفًا آخر لتلك الفئات؟ وعلى سبيل المثال الجالية البرماوية خلال إقامتها الطويلة لابد أن هناك مواليد جُدد كُثْر فما هو وضعهم؟! هذا بالإضافة لما هو موجود في المناطق العشوائية المنتشرة في المدن الكبرى!
لعل في هذا الطرح ما يجعلنا نتأمل وضع الـ»بدون» ونحن في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، لإيجاد حلول إنسانية لأوضاعهم!.. والله من وراء القصد.
Salfarha2@gmail.com
هل لدينا بـ"دون"؟ وأين يقطنون؟!
تاريخ النشر: 01 أغسطس 2013 04:55 KSA
في عدد من بلدان العالم يوجد فلول من البشر ليس لهم هوية نظامية، زجّت بهم ظروف الترحال ليكونوا شبه منسيين في أوطانهم. في أمريكا وكندا الهنود الحمر الذين يعيشون في مجمعات شبه محميات..
A A