Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

محمد الضلعان.. مدرسة في الإدارة والسماحة

انتقل إلى رحمة الله الأستاذ محمد بن سليمان الضلعان يوم 19/9/1434هـ الموافق 27/7/2013م، بعد حياة حافلة بالعطاء، وقد عمل في عدة وظائف بعد تخرجه في الجامعة كان آخرها نائبًا لمحافظ المؤسسة العامة للتعليم

A A
انتقل إلى رحمة الله الأستاذ محمد بن سليمان الضلعان يوم 19/9/1434هـ الموافق 27/7/2013م، بعد حياة حافلة بالعطاء، وقد عمل في عدة وظائف بعد تخرجه في الجامعة كان آخرها نائبًا لمحافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني ثم محافظًا للمؤسسة، ثم عضوًا في مجلس الشورى.
لقد ترك أبوسليمان بصمات سيذكرها له التاريخ المهني أثناء عمله في مؤسسة التعليم الفني في مختلف وظائفه قبل أن يصبح نائبًا وبعد أن صار نائبًا ثم محافظًا ولن يُذكر تاريخ التعليم المهني في المملكة دون أن يتقدمه ما تركه الفقيد من آثار في هذا المجال، فقد بدأ العمل مديرًا لإدارة مركز تدريب مهني ثم مديرًا عامًا للتدريب المهني حتى وصل إلى قمة المسؤولية في هذا المرفق التعليمي، إذا جلست معه عندما كان مسؤولًا تحس أن هم هذا التعليم يجري في دمه، فهو يحدثك عن مركز تدريب بمثل ما يحدثك عن معهد ثانوي أو كلية تقنية، ويشعرك بأهمية العناية بالتعليم المهني، فهو ممن يقال عنه من المخلصين لمهنتهم، وهل هناك أسمى ممن يعني بالتعليم؟!.
كان قريبًا من موظفيه ومراجعيه، محبًا لتسهيل الأمور الإدارية بما يساعد كل مراجع دون أن يخالف النظام، حتى من لا يمكن تسهيل ما راجع فيه يخرج من مكتبه بنفس طيبة، لأنه يجد من حسن استقباله ما يقنعه أنه بذل كل ما هو ممكن لتحقيق رغبته.
لقد كان التيسير في الأمور الإدارية هو ديدنه، ويبذل كل ما في وسعه لييسر الأمر، ما لم يحل دون ذلك إجراء نظامي، وقد خدم منسوبي المؤسسة وابتعث المئات ممن عادوا مدرسين أو مدربين، فنهضوا بالتعليم الفني، والتيسير في الإدارة مدرسة كان منها أبوسليمان، ولذا فإن ذكره الحسن سيبقى وإن رحل جسمًا، فالذكر الحسن عمر ثان، كيف وقد كان يسعد بقضاء حوائج الناس، فهو مدرسة في الإدارة، وفي التعامل، فقل أن تقابله إلا باسمًا، وتلك من شمائل ذوي الأخلاق النبيلة، فهو ممن يرى أن الوظيفة تكبر به ولا يكبر بها، وأن تسهيل أمور الناس وقضاء حوائجهم مما ينجح العمل ويسعد صاحب الشأن، ويدخل السرور في نفس المسؤول المحب للآخرين ما يحب لنفسه، فهو مدرسة في الإدارة ترجح جانب التيسير على جانب التعسير وشتان بين ميسِّر ومعسر.
أما الشمائل الإنسانية فهو منها بمكان رفيع، جاورته سكنًا وألفيته نعم الجار، وأكاد أصاحبه يوميًا في المشوار الرياضي إلى ما قبل مرضه فوجدت فيه الوقار، والسماحة، ومكارم الأخلاق، وامتلاء صدره بهموم الناس، زانه التواضع ولين الجانب، يثني كثيرًا على المؤدين لأعمالهم بإخلاص، وعلى من يتسمون بالنزاهة، ذو أدب في حديثه، ووقار في سكوته، كثير الابتسام قليل العبوس، يكاد أن يمثل قول الفرزدق:
يفضي حياء ويفضَى من مهابته
فما يُكلّم إلا حين يبتسم
سهل الخليقة لا تخشى بوادره
يزينه اثنان: حسن الخلق والكرم
هو من الرجال الذين يُفقدون إن غابوا، ويسعد بهم إن حضروا، ويُرزأ بهم القريب والبعيد إذا ماتوا، فرحمه الله وعوض أهله خيرًا.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store