مر عليَّ منذ مدة موقفان مختلفان لامرأتين، كلتا السيدتين كانتا من بيئتين مختلفتين، وكلتا الحالتين صبّت فيهما التربية والظروف المحيطة، ثقافتان مختلفتان إحداهما كانت معول هدم، والأخرى كانت أساس بناء يعول عليه الحاضر والمستقبل.
من أكبر المصائب أن يعيش الإنسان في نعمة وهو غير مدرك لها أيًا كانت هذه النعمة.
الموقف الأول.. كان لسيدة في العقد الثالث من عمرها تندب حظها وتبث حزنها وشكواها لكل من هب ودب، فهي متزوجة من مقتدر إلا أنه بخيل!! وتعيش معه على حد قولها حياة تعيسة جدا!! وما أفقدها القدرة على تحمل العيش معه وأتعب نفسيتها تباطؤ زوجها البخيل -على حد قولها- عن تلبية متطلباتها المادية الكثيرة في التو والحال!!، فما كان منها إلا أن حملت عزالها وعادت إلى بيت أهلها تحمل في يدها ابنها المولود حديثًا، طالبةً الطلاق منه!!.
فإما البنتلي أو يرسل ورقة الطلاق!!؟. حقك!!.
الموقف الثاني هو لسيدة أخرى في نفس عمر الأولى، لم يُوفَّق زوجها بعمل لسنوات عديدة، خلال تلك السنوات طرقت معه كل الأبواب، وعملت في عدة مهن بسيطة كي تُؤمِّن حياة كريمة لأبنائها، لتقيهم ذل سؤال الناس، إلى أن وفّقها الله وباعت ما بقي من حليّها؛ وقدّمته لزوجها حتى يبدأ به عمله الحر. وكنت دومًا أسألها كيف تُدبِّرون أموركم؟.. فكانت ترد عليَّ: الحمد لله مستورة!! فأنا وزوجي إن نمنا قريرا العين لا طالب ولا مطلوب.. فنحن في نعمة!.. وإذا كنا نرفل في ثياب الصحة والعافية.. فنحن في نعمة!.
شتان بين اثنتين تقفان على خط مواقف الحياة حلوها ومرها، تلك تهدم حياتها بمعول السخط، وهذه تبنيها بسياج الحمد. فمن المحكوم ومن المتحكم بين الطمع والتَعَبُّؤ النهم بطرًا، والرضا المتيقن قناعةً.
مرصد..
في حياة إنسانٍ ما، في زمنٍ ما، على أرضٍ ما، لا يتحكم الموقف بالتغيير والتبديل والتأخير؛ إلا إذا وجد من يُخْضِعْ له نفسه ويُضْعِفُها.
موقفان وامرأتان.. بين السخط والرضا!!
تاريخ النشر: 06 سبتمبر 2013 03:18 KSA
مر عليَّ منذ مدة موقفان مختلفان لامرأتين، كلتا السيدتين كانتا من بيئتين مختلفتين، وكلتا الحالتين صبّت فيهما التربية والظروف المحيطة، ثقافتان مختلفتان إحداهما كانت معول هدم، والأخرى كانت أساس بناء يعول
A A