Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

صرخة الكيلو “14” !

ثمة سؤال يُطرح بين آونةٍ وأخرى، وبصيغ متعددة مُؤدّاه: لِمَ ينشغل بعض الكُتّاب في التعاطي الكِتَابي بالشأن العام؟ ويخصّون بالذكر الكِتَابة عن الخدمات التي يظنّون أن الكِتابة عنها هي من سقط الكِتَابة؟

A A
ثمة سؤال يُطرح بين آونةٍ وأخرى، وبصيغ متعددة مُؤدّاه: لِمَ ينشغل بعض الكُتّاب في التعاطي الكِتَابي بالشأن العام؟ ويخصّون بالذكر الكِتَابة عن الخدمات التي يظنّون أن الكِتابة عنها هي من سقط الكِتَابة؟ ولِمَ لا ينصرف الكُتّاب إلى الكِتَابة "الفكرية".
في الإجازة الفارطة وأنا في منأى عن الوطن، حاولتُ أن أقرأ في صُحفٍ أجنبية معتبرة من مثل "الغارديان" و"الإندبندنت" والـ"سكوتزمان"، وكنت أبحث هل يا تُرى تحتوي تلك الصُحف المُعتبرة على قضايا شأن عام؟! ولقد ألفيتُ تلك الصحف وهي تتعاطى مع موضوعات تُصنَّف في خانة الخدمات التي تمس كل مواطن في تلك الديار، وخاصة أن الذين يكتبون أو يطرحون تحقيقات صحفية يدفعون ضرائب مهولة تجعل من كل واحد منهم قضايا وموضوعات شبيهة بتلك التي ما برحت صحفنا منذ أن رأت النور وفكت الحرف الإعلامي وهي تتناولها بإسهابٍ تارة وباقتضابٍ تارة أخرى، وأتمنى على من يُشكِّك في ذلك أن يقرأ في صفحات جريدة "البلاد أيام زمان" أو في جريدة "المدينة" التي بدأت منذ أمد بنشر صفحة من أرشيفها ليكتشف على سبيل المثال لا الحصر أن الكتابة عن سوء الخدمات العامة، طرق ومرافق، تحظى بنصيب الأسد في الكتابة عنها.
وعود على بدء نشرت صحيفة الـ"سكوتزمان" تحقيقًا عن (الحفر الوعائية) والتي تطرز الطرق الرئيسة والشوارع نتيجة الأجواء الشتوية شديدة البرودة، وكثرة المياه المتساقطة التي حتمًا تؤدي إلى إتلاف طبقة "الإسفلت".. وانتهى التحقيق إلى أن الحكومة والمحليات عليها مسؤولية معالجة الأوضاع قبل الشتاء القادم وإلا!!
لدينا في جُدة (بضم الجيم) حفرًا وعائية لا تُعدُّ ولا تُحصى، وإن كان هناك إحصاء قديم يقول: "إنها تناهز الـ(21515) حفرة من إكس سمول (XS) إلى إكس إكس لارج (XX Large)، والذين لا يُصدقون؛ عليهم زيارة أقدم حي عشوائي في جدة (الكيلو 14) وهو الحي المنسي تمامًا رغم أنه يحتضن بلدية "أم السلم" التي يطل مبناها المنيف باستعلاء على ما حوله من طرق متهالكة ومبان عشوائية وأزقة لم تطأها آلات النظافة قط ومئات الحفر الوعائية التي لا يمكن حصرها.
زيارتي لهذا الحي جاءت بدون تخطيط، فالمقادير قادتني إلى هناك لارتباط عائلي مساء(6/9/2013م)، وكنت أتمنى أن أحمل كاميرا تصوير محترفة لتوثيق هذه الزيارة، فالبؤس والشقاء يلفان المكان من أدناه إلى أقصاه، وما يأمله سكان الحي الذين التقيت بهم على هامش مناسبة الزيارة هو أن يتكرم عليهم المجلس البلدي بزيارة الحي برفقة أمين جدة الذي يبدو أن قدماه لم تطأ ذلك الحي، والذي أتمنى عليه زيارة تلك المنطقة لكي يرى بنفسه بدون لا من شاف ولا من دري معاناة سكان الحي، فلكي ننطلق إلى العالم الأول علينا أن نُمهِّد الأرض لانطلاق السباق، والله المستعان.
ضوء:
"هناك أناس يسبحون شطر السفينة وآخرون يضيعون وقتهم في انتظارها على أرصفة الميناء".
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store