يشعر البعض بالسعادة والزهو وهم يتحدثون أو يحشرون في أحاديثهم بعض الزخارف والتنميقات التي يستقونها من علاقتهم بالآخر، وهم يعتقدون أنهم بذلك يُرسِّخون مكانتهم ليعلو قدرهم ومكانتهم أمام الآخرين.
كم هو أمر مزعج أنه حين تكون مستغرقًا في الإنصات إلى أحد المزخرفين المتزخرفين أولئك، تُفاجأ أن صاحبنا قد خرج بالحديث معك من مضمونه إلى تفاصيله التفصيلية، والتي قد لا يهمك أيًا منها في شيء!!.
فلا تُفاجأ حين تجد أُذنيك وقد استدرجها مُحدّثك في غفلة منك كي تنصت إلى حديثٍ آخر، ومختلف تمامًا، ولا علاقة له لا من قريب أو من بعيد بسابقه.
من المضحك أن صاحبنا المتفاخر تحدثًا عن نفسه استطاع أن يبعثر انتباهك في سرد مبالغ فيه عن سُلالة أبطال حديثه وجيناتهم الوراثية من أول جد حتى آخر واحد فيهم!
صاحبنا المتزخرف هذا نراه بين حين وآخر يتغنَّى ويشدو بمقدار عمق عَلاقته الوثيقة بصاحب الامتيازات هذا أو ذاك!!.
البعض من أولئك الذين يشحذون تقدير ذواتهم.. يشعر بالارتياح والاستقرار وتنتابه حالة زخرفة النفس وتجميلها.. حين يُحدّثك عن علاقته بآخر يمتلك زيادة عن غيره.. أكوام أكوام.. من الامتيازات المادية والاجتماعية!!.
أبو الزخرفة هذا نراه بين فترةٍ وأخرى يُبدِّل أصدقاءه ويقفز من آخر إلى آخر إلى آخرين!! وهو غير مُدرك أنه ينزلق في هوة سحيقة من التقلص شيئًا فشيئًا.
إن الزخرفة العابرة والمستقاة من خارج ذواتنا ما هي إلا فجوات في نسيج الشخصية، وشعور بالنقص والانتقاص من قيمة المرء وتقديره لذاته.
فإن كنت ممن يستجلب تقديره لذاته من الآخر.. فاعلم أن الآخر عارض ويزول..
وإن زال!!.. فمن أين لك بآخر تستمد منه تقديرك لذاتك!؟.
فكن على يقين أن اعتزازك بنفسك ينبغي أن يكون نابعًا من ذاتك أنت، ولا أحد غيرك مهما علا شأنه.
المتزخرفون.. استجداء تقدير الذات من الآخر
تاريخ النشر: 27 سبتمبر 2013 02:07 KSA
يشعر البعض بالسعادة والزهو وهم يتحدثون أو يحشرون في أحاديثهم بعض الزخارف والتنميقات التي يستقونها من علاقتهم بالآخر، وهم يعتقدون أنهم بذلك يُرسِّخون مكانتهم ليعلو قدرهم ومكانتهم أمام الآخرين.
A A