بعد الاتفاق الذي أبرم بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وتوج بقرار مجلس الأمن بالإجماع لنزع أسلحة الدمار الشامل من سوريا، لابد من التساؤل عن مصير تلك الأسلحة لدى إسرائيل، ومتى يواجه المجتمع الدولي مسؤولياته، ويتفق الكبار على إرغام الكيان الصهيوني على الالتزام بالقوانين والأعراف الدولية؛ مثلما فعل مع النظام السوري، وتوجهه لإيقاف إيران عن الاستمرار في مشروعها النووي.
وإذا كان هناك توجّه حقيقي لتخليص العالم من أسلحة الدمار الشامل بقيادة أمريكا وروسيا، وبمباركة كل دول العالم، فلماذا الاستثناء للكيان الصهيوني؟!
أليس ذلك مصدر المشكلات في الشرق الأوسط، وما يتبعه إلى مناطق أخرى من العالم؟!
أمريكا وحلفاؤها والدول الأخرى في مجلس الأمن تعلم بأن لدى إسرائيل أسلحة دمار شامل، بما في ذلك النووي، وهي ترفض الانضمام لمعاهدة منع انتشار تلك الأسلحة، وإخضاع منشآتها النووية للتفتيش؛ أسوة بغيرها من الدول.
إن الاستمرار في الكيل بمكيالين في السياسة الدولية بمنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص، الذي لم تتوقف الحروب والصراعات فيه، من بداية القرن العشرين حتى الوقت الراهن، والسبب الرئيس وجود الكيان الصهيوني، والدعم المطلق لها من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، لها آثارها السلبية على العالم أجمع.
لقد دُمِّر العراق تحت ذريعة وجود أسلحة دمار شامل، وأثبتت الأحداث كذب وبطلان ذلك الادّعاء، وها هو اليوم يتمزّق أشلاؤه في أتون حرب أهلية لا يستطيع أحد إيقافها.. وها هي حماقة الأسد ونظامه المستبد تُمزِّق بلاد الشام، وتُحطِّم كل مقوماتها.
وأرض الكنانة تئن تحت وطأة الانقسامات بين القوى السياسية والصراعات الحزبية من أجل شبح الخلافة المزعوم.. والسودان على وشك اللحاق بالركب بعد انفصال جنوبها، ومحاولة تفتيت ما تبقى من وحدتها.
وبلاد المغرب العربي تتداعى فيها الاضطرابات مناشدة للتغيير، الذي أصبح كالسراب تحسبه ماء وهو مجرد خدعة بصرية.
وإذا كان لايزال للرأي مكان في عالمنا العربي المضطرب، فلا بد من إيضاح مسألة في غاية الخطورة والأهمية معًا.. وهي أن خطر الكيان الصهيوني على المنطقة لن يزول بإيقاف برنامج إيران النووي.. ولا بنزع سلاح سوريا فقط.. بل لا بد من كبح جماح إسرائيل، بإجبارها على الانضمام لمعاهدة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، حيث إن غطرستها واستبدادها ونفوذها ستزداد، وتصبح المتصرف بأمرها في المنطقة، لأنها تملك الإمكانيات العسكرية، وتحظى بالدعم المطلق من أمريكا، وستُوظِّف كل تلك الإمكانات لتحقيق مشروعها الصهيوني الكبير، ولا يوجد لروسيا أو أي دولة أخرى من بين الكبار مُبرِّر للتدخل على منوال ما حصل في سوريا.
كما أن على العرب أن يعوا معنى التأييد المطلق لإسرائيل، الذي أعلنته أمريكا مرارًا وتكرارًا، لتؤكد أن كل أسلحتها تحت تصرف الكيان الصهيوني.. «ذراعها الأيمن في المنطقة».
إن مرحلة الضعف التي يعيشها العالم العربي تتمثَّل في غياب أي دور في الحوار الدائر في قاعات وأروقة الأمم المتحدة في نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العمومية الحالية. كما أن عواقب ذلك الغياب ستكون أسوأ عندما يذهب الأسد، ويترك وراءه عشرات الألوف من الضحايا، وفلول الطائفية، وحرب أهلية تمتد إلى ما شاء الله، وبعد أن تتوقف، من سيدفع الثمن لإعمار الدمار الذي لحق بتلك الديار وأهلها؟!
في هذه المرحلة قد يكون الجزء الأكبر من شباب أمتنا العربية لاهيًا في دهاليز الإنترنت وأجواء العالم الافتراضي وترف الحياة، ولكنه عندما يفيق سيجد أن واقعه خلاف ما كان يُراهن عليه من استمرار الرخاء والكرامة التي كان يعيشها في وقت غفلته، ولم يتنبّه لعواقب ما يدور حوله، ويتفهّم محاذيرها، وعندئذٍ سيبدأ في دفع الثمن من جديد مثلما فعل أسلافه.
Salfarha2@gmail.com
وماذا عن أسلحة إسرائيل؟!
تاريخ النشر: 03 أكتوبر 2013 01:12 KSA
بعد الاتفاق الذي أبرم بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وتوج بقرار مجلس الأمن بالإجماع لنزع أسلحة الدمار الشامل من سوريا، لابد من التساؤل عن مصير تلك الأسلحة لدى إسرائيل، ومتى يواجه المجتمع الدول
A A