ظننت أنني سأنتظر وقتًا لكي أرى الأقلام تنبري للكتابة عن معالي الأستاذ الدكتور محمد العقلا بعد ترجله عن منصبه وقد تريثت أيامًا لأستوعب صدى ذلك رغم إدراكي أنه لايزال ملء السمع والبصر في عيون الكثيرين غيري ممن سمعت من أفواههم وقرأت ما كتبته أقلامهم عن إنجازاته المبهرة في الجامعة الإسلامية وتقديرهم لكريم أخلاقه، لكن انتظاري لم يطل وتوالت أقلام صدق من عرف حقيقة شخصية الرجل وتزينت أعمدتهم اليومية بما تمليه عليهم ضمائرهم. فكتبوا بما يشعرون به نحو القيادي اللامع والمسؤول المتفاني والوطني المخلص الذي ترجّل عن المنصب لكنه مازال عندهم ذلك الشخص الوطني المبهر فكتب عنه أ. صالح الشيحي في زاويته، ولعل السكر الذي انتشر حلاه في كلمة أخي أ. د. سالم سحاب عن شخصية العقلا القيادية وعظمة قيادته وكريم صفاته وعلو همته مستشهدًا بدراسة علمية أكاديمية قام بها د.جيم كولينز الأستاذ بجامعة ستانفورد في كتابه "عظماء باختيارهم" استشهادًا راقيًا ونموذجًا فريدًا لأمثال العقلا في القيادة المبهرة في عنوان مقاله "محمد العقلا: طموح وقضية".
ثم قرأت مقالات جميع الكتاب الذين كتبوا بصدق وتجرد عن محمد علي العقلا الإنسان المواطن والقائد الرائد وكلها تتلخص في كونه "ملهمًا لمن حوله.. كبيرًا في تعامله.. وفيًا لوطنه وقيادته.. سمحًا مع مرؤوسيه.. نبيلًا وفارسًا مغوارًا ممتلئًا بالطموح وقوة الإرادة، يزين كل ذلك تواضع جم وبساطة لا تخلو من روح المداعبة والفكاهة المهذبة".
أخي محمد العقلا.. شكرًا لأنك فتحت أبواب الجامعة مشرعة لكي يرى الناس والأعلام مكانة الجامعة الإسلامية وقيمتها ودورها وتأثيرها. وشكرًا لأنك أتحت لمثلي فرصة حضور بعض مؤتمرات الجامعة الإسلامية التي كانت نبضًا صادقًا لطموحات الوطن، التقيت فيها بزملاء كرام لم أرهم منذ أكثر من عشرين عامًا عندما تفرقت بنا السبل.
لقد تركت إرثًا موثقًا بالأعمال الجليلة لمن سيأتي بعدك، وهذه سنة الحياة ورحم الله الإمام الشافعي الذي قال:
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
أشكر كل من سبقني وكتب عن جهود وشخصية العقلا بتجرد وموضوعية وإنصاف، فنحن شهداء الله في أرضه، ومن يكتم الشهادة فإنما هو آثم قلبه.
في الختام صدق الحق: (إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا).. والحمد لله من قبل ومن بعد.
تحية تقدير وإكبار إلى معالي الدكتور العقلا
تاريخ النشر: 08 أكتوبر 2013 05:13 KSA
ظننت أنني سأنتظر وقتًا لكي أرى الأقلام تنبري للكتابة عن معالي الأستاذ الدكتور محمد العقلا بعد ترجله عن منصبه وقد تريثت أيامًا لأستوعب صدى ذلك رغم إدراكي أنه لايزال ملء السمع والبصر في عيون الكثيرين غي
A A