هذرات قلم جاف !

المجادلة على غير علم؛ سياسة مَن لا علم له، وحيلة من لا يملك من العلم شيئًا إلا فرض عضلات لسانه بالهذر والثرثرة، فلا تأخذ منه حقًا ولا حتى باطلًا.. اللهم إلا هدرًا يُبدِّد وقتك، وصداعًا يفلج رأسك، وأعصابًا تخرج عن مسارها تمامًا.
مع هكذا أُناس.. وحين تجد أنَّك لم تختر بإرادتك الوقوف في مواجهتهم، عندها يكون التعايش باستغباء، والانتصار العظيم الذي حققته والمحصلة التي تُحوِّل المواقف إلى خبرات تُكسبك وبذكاءٍ حَاد فلسفة "بَرِّدْ على قلبك واشتر دماغك".
*****
قبل فصولك الأربعة، هناك فصل خامس يشبهك تمامًا.. يُمطرك حجارة وتُثلجه قسوة، فابقَ مكانك ولا تُراوحه، تعوّد الإقصاء والذبول.. فربما اليوم أو غدٍ أو بعد عام قد يتذكَّرك الآخرون.. ربما! وأيًّا كان من الأفضل لنا ولك أن ترحل وتتلاشى خارج كوننا، ولا تنسى أن تصطحب معك طقوسك الخمسة.
*****
لملم أوراقك فقد مضى عام، ومع بداية عام جديد عُد مرة أخرى ثم بعثرها هناك.
حدث بياناتك وقدّم سيرتك الذاتية.. هرول هنا وهناك وسترى أنك لست وحدك.. ففي كل الطرقات والزوايا التي مررتَ بها.. مثلما كان معك الكثيرون سبقك إليها الكثيرون أيضًا.
وحدك فقط من يبحث ويجمع ويسوِّد، وكل عام يلف حول نفس الدائرة.
فالأجهزة وُضعت لتُكمل الصورة، ودورها قاصر على الفتح والغلق في نفس اللحظة.
وبياناتك مع الكثيرين معك، والكثيرون قبلك أدخلت في صناديقها الإلكترونية ويستعصى عليهم إخراجها!؟
وليس لك إلا أن تعود مرة أخرى لنفس الدائرة.. كي تُلملم أوراقك ثم تُبعثرها هنا وهناك.
.. تراجيديا تكريم مُوظَّف مُقْدِم على التقاعد!!.