أداء فعال

القراءة المتأنيّة، بل والمتأمّلة في فعالية أداء مرافق وزارة الصحة إبّان موسم الحج الفارط يثلج الصدر، ويشرح الخاطر، تنبئ بأن هذه الوزارة العتيدة بمقدورها متى ما استجمعت جهودها، وعلمت ما تتوافر عليه من إمكانات خارقة، وإمكانيات جبارة أن تترجم الإستراتيجية الصحية بمكوّنيها الوقائي والعلاجي إلى واقع ملموس، تعكسه الإحصائية المعلنة عن الإجراءات الطبيّة التي شهدتها مشافي ومراكز وزارة الصحة في كل من مكة المكرمة، والمشاعر المقدسة، والمدينة المنيرة، في الفترة الواقعة من 1/11/1434هـ إلى 12/12/1434هـ والأرقام المنشورة عن الإجراءات الطبية أنصع دليل على فعالية الأداء، فبحسب ما أوضحه وزير الصحة (جريدة الحياة العدد 18459 يوم الجمعة 13/12/1434هـ/ ص 4) فقد أجريت (18) جراحة قلب مفتوح لمرضى حجاج، و(354) جراحة قسطرة قلبية، و(77) جراحة مناظير هضمية، إضافة إلى (1336) جلسة غسيل كلوي بنوعيه الدموي والبريتوني.
وجاء في سياق التوضيح (997.379) مريضًا حاجّاً راجعوا المشافي والمراكز الصحية في مكة المكرمة، والمشاعر المقدسة، والمدينة المنورة، وتتوالى الأرقام وتترى الإنجازات، والتي نتمنى أن ينتقل هذا الزخم الأدائي إلى المرافق الصحية بعد انقضاء الموسم بهذه الوتيرة والنوعية، فالمدن الطبية والمشافي الكبرى والمراكز الصحية الأولية أحوج ما تكون إلى ذات الأداء الفعّال الذي قرأنا عنه، ولمسنا بعضه خلال موسم الحج، ولعل غياب الحوافز سبب لتراخي الأداء في غير الموسم!
تساءل أحد الزملاء الأكاديميين بقوله: لماذا لا يُطلب من الحجاج والمعتمرين وزوار المملكة ضرورة حصولهم على تأمين طبي عند تقدمهم للحصول على تأشيرة الحج والعمرة والزيارة للمملكة؟! هكذا سؤال لا يخص وزارة الصحة، إنما وزارة الحج، وجهات أخرى ذات علاقة؟! فالسعوديون عندما يسافرون إلى بعض أصقاع العالم، وأرجاء المعمورة يطالبون بادئ ذي بدء بتأمين طبي يغطي نفقات العلاج أثناء الطوارئ، وذلك قبل أن يحصلوا على التأشيرة، أي أن التأمين الطبي من المسوغات الإجرائية الأساسية للحصول على التأشيرة!!
وزارة الصحة أبلت بلاءً حسنًا في هذا الموسم شأنها شأن القطاعات الأخرى التي كان أدائها فعّالاً.. إلى لقاء.
ضوء:
الأرقام مؤشرات على الأداء الفعّال.