Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التهريب خيانة للوطن

التنظيم لأي فعالية مُلزم لجميع الأطراف، حتى ولو كان ثمة قصور في آليَة ذلك التنظيم؛ لأن الجهة صاحبة التنظيم اجتهدت حسب رؤيتها لكثير من الزوايا والخبرات المتراكمة لعددٍ من السنوات؛ حيث كانت كل هذه الإره

A A
التنظيم لأي فعالية مُلزم لجميع الأطراف، حتى ولو كان ثمة قصور في آليَة ذلك التنظيم؛ لأن الجهة صاحبة التنظيم اجتهدت حسب رؤيتها لكثير من الزوايا والخبرات المتراكمة لعددٍ من السنوات؛ حيث كانت كل هذه الإرهاصات سببا في اتخاذ التدابير التي تعتقد الجهة أنها ذات أثر إيجابي لتذليل الكثير من المعوقات والصعوبات التي تعترض تنفيذ برامجها النوعية؛ خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار ضيق المكان والامتداد الزمني الأضيق لشعيرة عظيمة كشعيرة الحج.
لقد قامت الجهات ذات العلاقة بالحج بدراسات مُستفيضة لتجنيب الحجاج الصعوبات التي في الغالب تُنغّص عليهم راحتهم وتُعيق تحركاتهم داخل المشاعر، وكل ذلك بسبب الافتراش الذي أخذ في التنامي عاما بعد عام دون أن يشعر أولئك المُفترشون أنهم بفعلهم هذا يُخالفون التوجيهات الرسمية المأمورين شرعا بالامتثال لها مهما علت الأصوات النشاز المُنادية بأن هذه شعيرة دينية لا يجب أن يُرَد قاصدها بمجرد أن لبس إحرامها ونادى بتلبيتها وتوجه إلى مشاعرها.
ولكل سببٍ مُسبب، ولعل أكثر الأسباب المؤدية لمُشكلة الافتراش هو المهربون للحجاج الذين لا يحملون تصاريح؛ سالكين طرقا برية يعرفونها نتيجة لمعرفتهم لطبيعة المناطق المؤدية للمشاعر مقابل مبالغ زهيدة في نظرهم، باهظة في حق الوطن الذي كان ينتظر منهم الإعانة وليس الخيانة، وكان ينتظر منهم أن يكونوا رافدا من روافد نجاح تنميته، لا أن يكونوا عامل هدم لتنظيماته المؤدية لاستدامتها، وما الحج إلا لوحة تُمثل لؤلؤة العقد في منظومة الوجه الحضاري المنشود للقيادة والشعب على حدٍّ سواء.
إن الممارسات السنوية التي يمارسها مُهربو الحجاج والتي تعمل -للأسف الشديد- على تقويض الكثير من الجهود المبذولة لهو أمر مُخزِ حقا، ومؤلم في ذات الوقت لنا كمواطنين باعتبارهم -أي المهربين- من أبناء جلدتنا، ومُزعج للقيادة التي بذلت ولا تزال تبذل الكثير من أجل توفير بيئة آمنة لجميع ضيوف الرحمن، وتتمنى أن نكون عامل دعم لا معول هدم؛ وتأسيسا على ذلك فإن معاقبة أولئك المُخالفين لأخلاقيات المواطنة، والقافزين على أنظمة الدولة أصبح واجبا حتميا بل إن تطبيق أقصى درجات العقوبة هو الحل الأمثل من وجهة نظري الشخصية مع التشهير بهم في المنافذ الإعلامية، لكي يكونوا عِبرة وعِظة لغيرهم من الذين تُسوِّل لهم أنفسهم ممارسة مثل هذا الفعل في المُستقبل.
ودعوني أنظر للقضية من أكثر من زاوية لأكون موضوعيا في طرحها؛ فالكثير من القراء سيُحاسبني إذا لم أتعرَّض للمبالغ المُبالغ فيها التي تفرضها حملات الحجاج على الراغبين في الحج، والذي يُعده الكثير سببا آخر ووجها قبيحا يدفع الناس للتهريب؛ لأنهم لم يجدوا آذانا صاغية تُحقق رغباتهم، فالملاحظ أن الزيادة سنوية وبمعدلات غير منطقية وغير مقبولة؛ فالأسعار التي وصلت إليها حملات حجاج الداخل وصل السيل الزبى معها، وأصبحت لا تُطاق للكثير من الأسر السعودية، ناهيكم عن العمالة غير السعودية التي تدّعي ضيق اليد، لذا كما نُطالب بتطبيق أقصى العقوبات على المُهربين، فإننا نُطالب الجهات ذات العلاقة بأخذ التغذية الراجعة للكثير من الأطروحات التي تُعبِّر عن الرأي العام بعين الاعتبار، وعدم تركها تحت أي ذريعة؛ لكي تُحل المُعادلة وتستقيم الأمور، ويُحقق كل طرف من الأطراف ذات العلاقة مُبتغاه، ونضمن في النهاية حجا مبرورا للجميع وسعيا مشكورا لهم.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store