هبطنا في مطار جنيف الذي يقع على الحدود الفرنسية ، ليس هذا فحسب .. بل ويقع الجزء الشمالي منه داخل الجمهورية الفرنسية فعلاً في قرية 'فيرنيه-فولتير' بعدما اضطرت سويسرا لتوسعة المطار فتم ذلك بعملية تبادل أراضٍ بين الدولتين بكل بساطة ! تماماً كذلك المطعم النصف كرواتي ونصف سلوفيني ، حيث يوجد براد المشروبات في الجانب السلوفيني وتوجد قاروراته الفارغة في الجانب الكرواتي ! وبإمكان المسافرين من فرنسا دخول المطار من الناحية الفرنسية دون الدخول لسويسرا أولاً.
اتخذنا من قرية 'فيرنيه-فولتير' التي سكنها الفيلسوف 'فولتير' 19 عاماً مركزاً لنا لننطلق منه لما حول بحيرة 'جنيف' وجبال الألب ، فكان الإختيار على فندقٍ في الجوار ، ويالَ المفارقة ، موظف الاستقبال من لبنان !
صديقي لاحقاً 'طوني عضم' بالضاد وليس سواها ! لاعجب في ذلك فاللبنانيون في كل مكان فعلاً ، ولو غرق العالم .. لظهر لبنانيُ ُ يبيع أطواقاً للنجاة ! وقد شاهد أحد أصدقائي الطيارين سماكاً لبنانياً في 'كوناكري' عاصمة غينيا!
ويروى أن لبنانياً هاجر لمنطقة جليدية ظناً منه أنه الأول فإذا بمضيفه يقدم له 'تبولة' و 'حمص' فاستغرب اللبناني من كونها وصلت لهم فقال له المضيف : ولو ابن عمي ! شو عم نعمل هون !
لاعلينا، انطلقنا مروراً ببحيرة 'ليما' التي يسميها العرب 'بحيرة الليمون' لمناطق 'إيفيان' و 'لوزان' وإلى قرية 'لا كلوساز' الخلابة (الزاي لاينطقها الفرنسيون!) ، الناس ألوفون جداً في القرى ، ويزعجني من يقول : "الفرنسيون متعجرفون" وهو لم يزر إلا جادة الشانزليزيه صيفاً ! لكن ثمة عيب عجيب في هذه القرية الساحرة .. المطاعم هنا تغلق وقت الغداء لمدة ساعة تقريباً ! يتناول فيها أصحاب العمل غداءهم أيضاً ، وهذه ليست أغرب مارأيت ، ففي 'تولوز' الفرنسية لاتقدم المقاهي قهوةً بعد السابعة مساءً حتى صبيحة اليوم التالي !
إلى اللقاء
من مدرسة أدب الرحلات-جنيف 2000
تاريخ النشر: 24 نوفمبر 2013 01:03 KSA
هبطنا في مطار جنيف الذي يقع على الحدود الفرنسية ، ليس هذا فحسب ..
A A