فص ملح..

على مدى الأسبوعين الفارطين تابعنا وباهتمام بالغ جُل ما نشر في صحفنا عن آفة الفساد الذي استشرى في جل مفاصل العمل الحكومي وقد رصدت جريدة المدينة في عددها (18488) الصادر يوم الخميس 2 صفر 1435هـ ص4 أبرز ما أفضت إليه فعاليات ندوة معهد الإدارة: (واقع الفساد الإداري في المملكة.. وجهود التغلب عليه) حيث استوقفنا رأي قطاعات مهمة شاركت في تلك الندوة وطرحت مقترحاتهما وتوصياتهما للتعاطي مع آفة الفساد قبل أن يتجذر ويغدو معضلة عصية لا يمكن استئصال شأفتها.. فهيئة التحقيق والادعاء العام في توصياتها شددت على أهمية التشهير بالمفسدين على اعتبار أن أسلوب التشهير يُعد من أنجع أساليب المكافحة وأكثرها فاعلية في مكافحة الفساد الإداري وقطع دابره، وأوصت بأهمية تطبيق مبدأ التدوير الوظيفي في الأجهزة الحكومية على اعتبار أن بقاء المسؤول في منصبه ردحًا طويلاً يُعزز من قابليته للإفساد ومن ثم الوقوع في براثن الفساد، وأما التوصية الأخرى وليس الأخيرة فطالبت الهيئة بوجوب نشر الشفافية والإفصاح ثم توالت توصيات الجهات الأخرى المشاركة وهي وزارة الداخلية، ديوان المظالم (المحكمة الإدارية)، وزارة العدل، وزارة الخدمة المدنية، الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، هيئة الرقابة والتحقيق ووزارة المالية وليس من الممكن عرض أو استعراض توصيات ومقترحات تلك الجهات في هذه المساحة المحدودة ويمكن الرجوع إلى تلك الأوراق وما احتوته من توصيات ومقترحات في موقع معهد الإدارة..
اللافت في مجمل التوصيات خاصة توصيات وزارة العدل مطالبتها مشاركة مؤسسات المجتمع المدني يهدف إرساء وتعزيز المبادئ والقيم الأخلاقية.. ومعلوم أن ليس هناك مؤسسات مجتمع مدني يعتد بها ونظام هكذا مؤسسات لمّا يصدر بعد علمًا بأنه نوقش في مجلس الشورى تحت عنوان "مؤسسات المجتمع الأهلية" ثم فص ملح وذاب.. للموضوع صلة لا بقية إلى لقاء.
* ضوء (ليس هناك أذكى من أن تكون غبيًا، لكن في الوقت المناسب).
* (الفاسد يضر نفسه، المفسد يتعدى ضررة إلى الآخرين).