Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

تحديات التعاون الخليجي ..

يلتقى قادة مجلس التعاون الخليجي اليوم ، الثلاثاء ، في الكويت ، وسيكون مؤسفاً إن عجز القادة عن الخروج بقرارات إيجابية في قمتهم هذه ..

A A
يلتقى قادة مجلس التعاون الخليجي اليوم ، الثلاثاء ، في الكويت ، وسيكون مؤسفاً إن عجز القادة عن الخروج بقرارات إيجابية في قمتهم هذه .. فالمجلس الذي تأسس منذ أكثر من ثلاثين سنة قدم خدمات كثيرة لمواطني المجلس ، وهو لم يصل بعد إلى تحقيق أحلام المواطن الخليجي ، ومن الضروري عدم التفريط به ، كما أنه من الصعب في نفس الوقت أن نراه يواصل المسيرة البطيئة التي اتسم بها نشاطه . لذا كان المؤمل ، ولازال ، أن تكون قمة الكويت الخليجية نقطة إنطلاق جديدة في مسيرة التعاون الخليجي ..
وبالرغم عن أن الكثير من الأمور التي يتم تداولها بين المسئولين الخليجيين كانت تدور غالباً خلف أبواب مغلقة ولا يعرف الرأي العام الخليجي عنها الكثير ، إلا أن وزير الخارجية العماني ، يوسف بن علوي ، فاجأ الجميع ، مسئولين ومواطنين ، بالإعلان عن أن بلاده لديها تحفظات سياسية وإقتصادية وعسكرية حول مجلس التعاون الخليجي، ولن تنضم إلى الاتحاد الخليجي المقترح في حال قيامه ، وذلك عبر تصريحات لصحيفة ( الأيام) البحرينية ، يوم السبت الماضي ، وفي مداخلة علنية مفاجئة له خلال إلقاء وزير الدولة السعودي للشئون الخارجية ، دكتور نزار عبيد مدني ، كلمة في « منتدى الأمن الداخلي « الذي كان يعقد في المنامة بالبحرين وحضره الوزيران الخليجيان .
ولن يكون في صالح أي من دول الخليج الإنسحاب من مجلس التعاون بعد هذه السنين الطويلة من العمل الذي أدى الى تحويل كل عضو في المجلس إلى جزء من منظومة متناسقة عبر أنظمة جرى تطبيقها وعلاقات بينية خاصة جرى تبنيها وسيكون الإنسحاب تراجعاً في العلاقات الخليجية البينية ، قد يؤدي إلى إلحاق أضرار بالإقتصاد في البلد المنسحب ، حتى وإن اعتقد البعض توفر بدائل في الوقت الحاضر ، لن تكون على الأرجح متوفرة على المدى المتوسط والبعيد .
علاج القصور في أداء مجلس التعاون الخليجي ممكن من الداخل لا الخارج ، وبالفعل هناك حاجة إلى « بناء منظومة إقتصادية حقيقية « كما صرح الوزير العماني، لذا يكون التقارب الاتحادي أو الوحدوي هو العلاج لمثل هذا القصور ، فالدعوة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين ، الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2011 ، ودعا فيها إلى تقدم المجلس الخليجي خطوة هامة إلى الأمام بالتحول إلى وحدة أو اتحاد ، إنما كان يعبر عن الرغبة السعودية في جعل التعاون الخليجي أكثر فاعلية مما هو عليه الآن .. وسيؤدي التعاون ضمن اتحاد يتفق عليه الى إصلاح الكثير من النقاط التي تتعرض للانتقاد من المسئول والمواطن الخليجي .
من المؤكد أن لقاء اليوم لقادة مجلس التعاون الخليجي سيكون من الاجتماعات الأكثر أهمية التي عقدها قادة الخليج .. ويمكن لمعالجة الأمور بروية وهدوء أن تؤدي للوصول إلى حلول لقضايا مختلف عليها ، وستكون مهمة أمير الكويت ، الشيخ صباح أحمد الصباح ، الذي تستضيف بلاده هذه القمة ، مهمة هامة وحساسة يتوقع أن يتعامل معها بحكمته المعهودة ، إذ إن أي شرخ قد يصيب التجمع الخليجي الحالي ، وفي الظروف الحالية ، سيكون لمصلحة قوى خارجية سعت في السابق وتسعى اليوم إلى القضاء على التعاون الخليجي وإضعاف الإرادة الخليجية .
وقوة الخليج هي في اقتصاده ، وليس في قواه العسكرية والأمنية ، وكذلك في رجاله الذين اكتسبوا خبرة إدارة وحكم واسعة ، وعاصروا أوضاعاً صعبة في أكثر من مرحلة من مراحل حياتهم السياسية . وستكون الخبرة الجمعية التي يتمتع بها قادة الخليج هي الضمان الذي يمكن الإعتماد عليه كي لا تنطلق مشاعر خلافية هنا أو هناك وتدفع إلى الإضرار بالوحدة الخليجية القائمة .. وإذا تطلب الأمر المزيد من التشاور للوصول إلى حلول لما يجري الإختلاف عليه ، فإن التأني لن يكون ضاراً . ولكن المهم في حال تم ذلك ، أن يتم تحديد إطار زمني تجري المعالجة خلاله لا أن يترك الباب مفتوحاً . فالمخاطر تحيط بالجميع وتهددهم ، وسيكون من عدم الفطنة تجاهل المخاطر التي ستصيب الكثيرين بأهوالها إن تم تجاهلها والتساهل في الوقوف بوجهها .
ص.ب 2048 جدة 21451 adnanksalah@yahoo.com
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store