قال الطبيب : مبروك نجحت الجراحة وتم تبديل مفصل الركبة.. كان مستهلكاً تماماً ، لا أعلم كيف تحملت والدتكم هذا طوال السنين ؟!
قلت : بالنسبة للمفصل ، فما إهترأ الا من المشي بنا ليلاً لكي ننام و بحملنا على الأكتاف نهاراً ، أما عن تحمل الألم فهذه هي الأم ، تخدعك رقتها ، وهي تخفي وراءها قوة عجيبة .. مثل كيس الشاي ، مازلت تعتصره وبه رمق... هكذا هي الحياة ، لايصعد جيل إلا بفناء جيل.
أرأيت الطفل ياذا البصر ماله عن نفسه من خبر
ليس يدري ما قريب وبعيد كرة النجم وبكفيه يريد
ما سوى الأم يرى منه الجفاء همه أكل ونوم وبكاء
قال : ماذا عن الأب ؟
قلت : يُمضي كثير من الآباء حياته في خدمة أسرته كواجب بلا منة ولا فضل ، دون كلمة شكر أو احتفال رمزي بسيط..
مسكين هو الأب ما إن يدخل في مُعترك الحياة حتى ينسى نفسه تماماً، يمضي هنا وهناك لإسعاد هذا وذاك.. طلبات لاتنتهي، تكبر وتكثر مع كبر الأبناء.
أسرته تأتي أولاً، يشتري لهم ولايشتري لنفسه ، مع أن المال بين يديه ، أو كما قال عبدالوهاب :
" ظمآن والكأس في يديه "
يكدح الأب دون شكوى فإذا جاء الليل دخل كهفه والتحف همومه دون أن ينبس بكلمة .
ويمضي العمر حتى إذا جاءته ساعته.. قال : تذكرت.. نسيت أن أعيش .
في عيد الأم.. كل عام وأنت بخير يا أبي
تاريخ النشر: 22 ديسمبر 2013 00:24 KSA
قال الطبيب : مبروك نجحت الجراحة وتم تبديل مفصل الركبة.. كان مستهلكاً تماماً ، لا أعلم كيف تحملت والدتكم هذا طوال السنين ؟!
A A