متستر لا تكلمني؟!

من الآثار الفورية للحملة التصحيحية التي طالت العمالة المخالفة لأنظمة الإقامة والعمل انكشاف حجم ظاهرة التستر في سوق التجزئة من مثل منافذ بيع التجزئة بمختلف اختصاصاتها وتنوع أعمالها من بقالات، مباسط بيع الملابس والخردوات، لا بل ومحلات بيع الفواكه والخضروات... الخ، إنه مما يسترعي الانتباه ويستقطب الاهتمام أن عديدًا من تلك المناشط التجارية غير النظامية علقت على أبوابها العبارة المعهودة (للتقبيل) أو (للتقبيل لعدم التفرغ) أو المحل مغلق لتغيير النشاط لها أو تجديد الديكور، ونحو ذلك من عبارات التفافية يُقصد منها تجاوز مرحلة الحملة التي يبدو أن جذوتها خبت ولكن لم تنطفئ فبحسب تصريحات مسؤولة أن حملة التصحيح ستتواصل حتى يتم تطهير السوق من المخالفات والمخالفين ومعاقبة المتسترين الذي يُعد تسترهم ضربًا من ضروب المتاجرة بالبشر!!
في لقاء وزير العمل مؤخًا مع رجال الأعمال في المنطقة الشرقية قال لجريدة (الاقتصادية العدد 7375) الصادر يوم الجمعة 16/2/1435هـ الموافق (20/12/2013م) ص5:(إن التستر على العمالة المخالفة مسؤولية وزارة التجارة والصناعة...)، «وأشار إلى أن وزارة التجارة والصناعة تعكف حاليًا على إعداد برنامج متكامل لمحاربة التستر والمتاجرة بالبشر)، وأكد الوزير في حال “ثبت وجود حالات تستر من قبل الشركات والمؤسسات على العمالة المقيمة أو القادمة للسعودية والمتاجرة بالتأشيرات، فإنه سيتم سجن المخالفين بالتنسيق مع وزارة الداخلية، كون ذلك يعتبر نوعًا من المتاجرة بالبشر.. وهذا محرم دوليًا” إ.هـ.
ولطالما أن ملف التستر بيد وزارة التجارة، فإننا نتوقع من وزيرها الذي تميز بالصرامة أن تخبو ظاهرة التستر إلى أن تنطفئ جذوتها ويختفي شعار «متستر لا تكلمني»!؟
ولكي ينجح حصار ظاهرة التستر وخنقها ينبغي أن يكون للنشاطات التجارية (بيع التجزئة - الخدمات - حسابات بنكية وسجلات قيدها مزدوج لمتابعة الحركة المالية للنشاط حتى ولو كان دكان بيع التسالي (النُقُل) / الفصفص واللوز وخلافه!!.

* ضوء:(من كتم داءه أعياه شفاؤه).