عندما كنا تلامذة في المدرسة الابتدائية، كانوا يلقّنوننا حروف الهجاء، ويعيدونها مرارًا وتكرارًا، وإذا أخطأ أحدهم يُعاقب بكتابة الحرف 100 مرة! وكنّا نتساءل عن سر هذا التكرار؟ فيأتينا الجواب على طريقتين: الأولى: التكرار يعلم الشطّار، أمّا الطريقة الثانية: فلا يليق بي ذكرها في هذا المقال. عشر سنوات تتعاقب فيها الإدارات على النادي الأهلي، فتأتي إدارة، وترحل إدارة، والأخطاء ثابتة لا تتبدّل! تخبّطات في الأجهزة الفنية، ومقالب بالجملة في اللاعبين الأجانب، إضافة إلى الأخطاء الإدارية الفادحة التي صنعت من الأهلي أضحوكة للدوري السعودي. لن أستمر في أسلوب اللوم والتوبيخ؛ لأنني جرّبته كثيرًا، ولم أجد نتيجة للذلك. ولكنني سأتحدّث بواقعية عن واقع الأهلي الذي يقول بأن إدارة العنقري تولّت رئاسة النادي لموسمين، فماذا كانت النتيجة؟ سأبدأ بالإيجابيات حتى أكون منصفًا مع هذه الإدارة التي استطاعت أن تحقق البطولة الخليجية، إضافة إلى المركز الثالث على مستوى الدوري في الموسم الماضي، في حين اكتفت بالوصول إلى نهائي كأس ولي العهد هذا الموسم، إضافة إلى بعض الإنجازات التي لا تُذكر في الألعاب المختلفة. أمّا على مستوى السلبيات فحدّث ولا حرج، ويكفي أن نذكر بأن الأهلي في إدارة العنقري استقطب 4 مدربين، إضافة إلى 15 لاعبًا أجنبيًّا، وهذه الأرقام تعكس التخبّطات الفردية والإدارية، وعدم الاستقرار الذي جعل من الأهلي فريقًا ينافس على أحد المراكز الثمانية، بالاكتفاء بالمشاركة الشرفية في كأس الأبطال. لا أعتقد أن هناك مَن سيأتي ويطالب بمنح العنقري وإدارته فرصة جديدة؛ لأن زمن الكرة الضائعة قد ولّى، والجماهير الأهلاوية أصبحت تردد بأعلى صوتها: كفى لعبًا وتشويهًا لتاريخ النادي، الذي أصبح في الحضيض، وسط حقل من التجارب، أراد منها البعض رسم نظرية جديدة لتجعله بطلاً قوميًّا. نعم.. حان وقت التصحيح، وحان وقت المكاشفة والمواجهة. فإدارة العنقري يجب أن تملك الشجاعة لتعترف بأخطائها، وترحل بعيدًا عن أسوار النادي، ولابد أن يكون الرئيس القادم شخصية راقية، تملك فكرًا مميّزًا، ولا أجد رجلاً كفؤًا لهذا المنصب سوى سمو الأمير فهد بن خالد، الذي كسب احترام الجميع بأخلاقه العالية، وعقليته المتميّزة، ورؤيته المستقبلية، وقبل ذلك كله عشقه الواضح للكيان الأهلاوي. أعلم أن سمو الأمير يحاول الابتعاد عن كرسي الرئاسة، لكنه الأحق والأجدر به. فهو قريب من اللاعبين والجماهير في آن واحد، ويكفي حرقته الواضحة التي نلمسها عند خسارة الفريق. فأرجو من سمو الأمير أن يتولّى الأمر على عاتقه لمصلحة الكيان الأهلاوي، الذي عاش فترة طويلة من الألم والمعاناة، وآن لها أن تنتهي. فارياس مدرب ناجح، والمحافظة عليه أمر مهم.. فبقاؤه مع الفريق سيعطي الاستقرار الفني، إضافة إلى أنه غيّر كثيرًا من شكل الفريق في فترة وجيزة، وعلى صعيد اللاعبين الأجانب أقترح الإبقاء على البرازيليين، وإلغاء عقد كانو، إضافة إلى التونسي غزال، ويا حبّذا لو ألغي عقد السمسار الذي جلبه أيضًا! فابن الوطن أولى من لاعب أجنبي أخذ في الأهلي أكبر من حجمه. أخيرًا أتمنى من لاعبي الأهلي أن يحملوا لافتة اعتذار للجمهور الأهلاوي في مباراة الغرافة كتقديم بسيط لتلك الجماهير العاشقة التي عاشت موسمًا صعبًا للغاية شاهدت فيه الأخطاء تتكرر والشطّار لا يستفيدون.ammarbogis@gmail.com
التكرار يعلم الشطّار
تاريخ النشر: 04 يونيو 2010 02:28 KSA
عندما كنا تلامذة في المدرسة الابتدائية، كانوا يلقّنوننا حروف الهجاء، ويعيدونها مرارًا وتكرارًا، وإذا أخطأ أحدهم يُعاقب بكتابة الحرف 100 مرة! وكنّا نتساءل عن سر هذا التكرار؟
A A