Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الشائعات.. وأثرها الضار على المجتمع

الشائعة هي الخبر السريع الانتشار، أو الخبر الذي يكون مجهول المصدر وهي الأخبار التي يتناقلها الناس دون التأكد من مصادرها الأساسية أو مصادرها الموثوقة، وغالبا ما تكون الشائعة خبراً ملفقاً عارياً من الصح

A A
الشائعة هي الخبر السريع الانتشار، أو الخبر الذي يكون مجهول المصدر وهي الأخبار التي يتناقلها الناس دون التأكد من مصادرها الأساسية أو مصادرها الموثوقة، وغالبا ما تكون الشائعة خبراً ملفقاً عارياً من الصحة أو أمراً مبالغاً فيه، أو خبراً بالغ فيه ناقلوه حتى وصل للآخرين مشوهاً تماماً وفيه الكثير من المبالغات. وغالبا ما تكون هذه الشائعات صادرة من أنفس مريضة أو قلوب حاقدة خبيثة ليزعزع ناقلها ثقة الناس، أو المتلقين للخبر حيث يسيء بشكل أو بآخر للمستهدف من تلك الشائعة.
وضرر الشائعة كبير جداً على الأفراد والمجتمعات، حيث تنتشر بين الأفراد في ساعات قليلة خاصة مع توفر وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت في متناول الجميع صغاراً وكباراً. وكم من أُناس ذهبوا ضحية هذه الشائعات المغرضة ، وكم من جماعات هلكت بسبب تناقل الأخبار السيئة أوالمغلوطة، والتي عكف على نشرها فرد أو شرذمة من الحاقدين والحاسدين، وقد هلك بسببها الكثير من البشر، وذلك بنقل كلام مغلوط أو معلومة كاذبة أثارت الكثير من الفتن، ولذا جاء التوجيه الإلهي الكريم بقول الله عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" الآية؛ ولذلك سمى الله صاحب الشائعة بالفاسق لأنه يخرج عن منهج الله ويصبح مخالفاً لله ورسوله، ويؤدي بعمله الخبيث إلى الإيقاع بالفتنة ونشر البلبلة بين الناس، والله عز وجل يقول: " والفتنة أشدُ من القتل" وكما ورد في نص الآية الكريمة الأولى كلمة " فتبينوا "، وهي دلالة على تأكيد الانتباه والتثبت من مصدر هذه المعلومة قبل إصدار القرار أو الحكم على الآخرين، لأن مصادرها مشبوهة أو غير صادقة، أو تكون مجهولة لا يعرف من أطلقها أو بثها بين الناس.
إن من يطلقون الشائعات بين الناس توعدهم الله بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة حيث يقول عز وجل " لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سمّاعون لهم والله عليم بالظالمين" التوبة 47.
فليتحقق الإنسان قبل أن يمرر هذه الشائعات التي تصله على جواله وليتأكد من مصداقية الخبر ولا يبعثه لأحد حتى لا يتحمل وزره ووزر من نقله للآخرين، وهذا الأمر داخل في عموم قول الله تعالى عز وجل : " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة"؛ لذا يجب الحرص على عدم الخوض فيما لا يليق سواء فيما يلحق الضرر بالأفراد أو الجماعات، أو حتى نشر الشائعات حول الدولة نفسها،لأن هذه التخرّصات تعد من الأمور العظام التي نبهنا للبعد عنها الشارع العظيم وحثنا على تركها سيد الأولين والآخرين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم. فهل نحن حريصون على ترك الخوض في الشائعات و نقلها، أو تمريرها للآخرين حتى نسلم من عقاب الله وعذابه خاصة للمتتبعين لعورات الناس وهفواتهم أو للمعتدين على عباد الله بدون وجه حق إنما حسداً من عند أنفسهم بالإساءة لعباد الله ظلماً وعدواناً وزوراً؟
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store