أمانة جدة.. وخطط تنفيذية بعيدة وقصيرة المدى

أتيحت لي الفرصة لزيارة معالي أمين مدينة جدة في مكتبه بالأمانة، ولم يكن هدف الزيارة إجراء مقابلة صحفية مع معاليه، بل كانت الزيارة لأمرين، الأول: يتمثل في طلب سكان الحي الذي أقطنه إنارة الشوارع غير المضاءة فيه، والثاني: كان يخص المبنى العائد لي، وقد تجاوب معاليه فيما يخص إنارة الشوارع حيث قال: هذا واجبنا وحق السكان علينا.. أما فيما يخص معاملتي فقد اطلع عليها وابتسم، وطبّق عليها النظام بحذافيره، حيث توجد مخالفة على المبنى، ففرض غرامة مالية عالية، وبأمانة وصدق كانت المخالفة تستحق هذه الغرامة، وهو ما جعلني أحترم وأُقدِّر معاليه، لأنه إن لم يكن قوياً في الحق لاستثناني.
بعدها دار حديث بيننا لا تنقصه الصراحة، حيث تناولنا عدة قضايا، وقد تقبّل معالي الأمين انتقاداتي بصدرٍ رحب، وصحَّح لي بعض المعلومات عما كتبته عن الأمانة سابقاً.
في بداية الحديث كنتُ أرغب أن يطلعني الأمين على الخطط والرؤى التي تعمل بها الأمانة آنياً ومستقبلاً، ولاسيما أن معاليه أستاذ بكلية الهندسة ومشهود له بالكفاءة، فاستأذنت معاليه وتوجهت إليه ببعض الأسئلة عن مشروعات الأمانة لفك الاختناقات المرورية، والواجهة البحرية، والروائح الكريهة المنبعثة من بحيرة الأربعين، وبحيرة الشباب، ومشروعات وسط المدينة، وعن النظافة والحفر والمطبات... وغيرها من الأسئلة. وبكل صدق وشفافية كنتُ سعيداً باللقاء لكون الفكرة التي أحملها عن الأمانة والأمين مشوّشة وخاطئة، فالأمانة تعمل وفق رؤى وخطط إستراتيجية ممنهجة، ناهيك أن إشكاليات المدينة المتراكمة يجري العمل -على قدمٍ وساق- لحلها، ولكنها تحتاج لبعض الوقت، فليس لدى الأمانة والأمين عصا سحرية -كما يتخيل البعض- لحل الإشكاليات التي تعترض عملهما، وقد قال معالي الأمين مبتسماً: نحن نعمل بخطط قصيرة وطويلة المدى، حيث إنها تساعد في إعداد الميزانية العامة للأمانة ومناقشتها مع وزارة المالية، إذ إن لدينا خطة إستراتيجية للعشرين عاما القادمة، بإذن الله، وخطة تنفيذية للأربعة الأعوام القادمة، وتكون الخطة بمثابة خارطة طريق لإنجاز متطور يتناسق مع الخطة الإستراتيجية العامة، وتكون وسيلة لقياس مدى الإنجاز، وبالإمكان معرفة أوجه القصور إذا ما كانت من الأمانة أم لظروف خارجية؛ من أجل العمل على حلها.
أما بشأن مشروعات الأمانة، فثمة مشروعات ستُنفّذ حسب الأولوية أهمها: مشروع الأمطار والسيول، حيث أسند إلى اللجنة العليا المُشكَّلة بالأمر السامي برنامج تحسين الطرق وحل مشاكل السير، وبرنامج مدينة نظيفة وخالية من التلوث، وبرنامج تحسين الواجهة البحرية والمناطق المفتوحة والحدائق، وبرنامج بنية عمرانية فعالة، وبرنامج المناطق العشوائية والخدمات البلدية.
كما أوضح معاليه بأن المشروعات التي تم ترسيتها للعام المالي 1434- 1435هـ بلغت قيمتها 3.6 ألف مليون ريال، وعددها 240 مشروعاً، منها 132 مشروعاً بمحافظة جدة، و108 مشروعات للمحافظات التابعة للأمانة، وهذا مؤشر بأن المشروعات تُنفَّذ بخططٍ وبرامج ممنهجة، وهو إنجاز لم يسبق للأمانة إنجازه من قبل.
أما بشأن المشروعات التي على وشك طرحها، فتتمثل في: تطوير الكورنيش الشمالي، تنفيذ تقاطع الملك عبدالعزيز مع شارعي فلسطين والحمراء، تطوير شارع الملك عبدالعزيز من نفق السلام إلى دوار علوم البحار، سفلتة وإنارة وأرصفة مخططات المنح، ناهيك عن تنفيذ عدة تقاطعات (جسور وأنفاق) مهمة بمدينة جدة، ومشروعات أخرى لا تستوعبها مساحة هذا المقال.
وقد صحح معالي الأمين بعض معلوماتي بشأن الواجهة البحرية (جهة فندق حياة بارك) قائلاً: إن هذه الأرض ذات المساحة الكبيرة ليست تابعة للأمانة، بل تتبع لنادي الفروسية، ولا دخل للأمانة بتطويرها، بل جارٍ العمل والتنسيق مع نادي الفروسية لتطويرها، وبالتأكيد ستظل منطقة مفتوحة.
وبسؤالي عن الروائح الكريهة للبحيرات، ومتى يستطيع المواطن التخلص منها، أجاب معاليه بأن البحيرات مسؤولية الأرصاد وحماية البيئة، وبشأن وسط جدة ثمّة تنسيق والتزام بين الأمانة وشركة تطوير وسط المدينة لتطوير المنطقة.. أما عن نظافة مدينة جدة والحفر والمطبات فهناك مقال آخر بشأنها.. وقد أفاد معاليه أن من يواجه إشكالية بهذا الشأن فليتصل على الهاتف رقم 940 وكذلك موقع الأمانة الجغرافي على الإنترنت للإبلاغ عن ذلك، وسيجد الحل بإذن الله.