Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

عن الأولوية

"العقل الواعي هو القادر على احترام الفكرة، حتى ولو لم يؤمن بها" هاهي سبع سنوات تصرّمن، واحدة تلو الأخرى على إقرار مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام، الذي أقرّ في جلسة مجلس الوزراء

A A
"العقل الواعي هو القادر على احترام الفكرة، حتى ولو لم يؤمن بها" هاهي سبع سنوات تصرّمن، واحدة تلو الأخرى على إقرار مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام، الذي أقرّ في جلسة مجلس الوزراء يوم الاثنين 24 محرم 1429هـ والذي وُصف آنذاك بحسب ما نقلته "واس" بأنه "نقلة نوعية في مسيرة التعليم في المملكة" فهو مشروع نوعيّ يختلف عن ما عداه من مشروعات تعليمية نفذتها وزارة التربية والتعليم فيما مضى من سنين، كونه يصبّ في خدمة التعليم وتطوره في المملكة لبناء الإنسان المتكامل من جميع النواحي ؟! ج- عكاظ الصادرة يوم السبت 28/8/1428هـ (8/9/2007م).
مشروع "تطوير" الذي حدّد إطار تنفيذه الزمني بـ6 سنوات وبتكلفة قدرها 9 مليارات ريال يتكوّن جسم المشروع من أربعة محاور/ برامج، هي برنامج تطوير المناهج التعليمية، برنامج إعادة تأهيل المعلمين والمعلمات (ويندرج في سياق ذلك القيادة المدرسية) وبرنامج تحسين البيئة التربوية وبرنامج تطوير المناشط اللاصفية.
نظريًا.. برنامج "تطوير" جميل خاصة عندما تقرأه أو تقرأ عنه ، خاصة في ما يتعلق بأنه يستجيب للتطلعات العريضة للحكومة، وسياسة التعليم في المملكة والتي تروم مواكبة التطوّر العلمي والتقني، لا بل استجابة لـ"وثيقة التعليم" التي قدّمها خادم الحرمين الملك عبدالله يحفظه الله لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، علاوة على أن مشروع "تطوير" برمته يعدّ استجابة لما ورد في خطة التنمية الثامنة التي طويت صحفها قبل أن يثمر مشروع "تطوير"!! الذي كان يفترض أن يحقق تطلعات المواطنين التي عبّروا عنها بـ استفاضة إبّان لقاء الحوار الوطني السادس الذي كان عنوانه (التعليم.. الواقع وسبل التطوير) .
صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل قال: "مشروع تطوير سينفذ كما أراده المليك" ج "المدينة" الخميس 1/3/1435هـ وقال سموه في سياق آخر: (الإدارة الفاعلة هي ما نحتاجه في المرحلة المقبلة).
ونقول: "تطوير" مشروع عصري ونوعيّ إلّا أنه مع الأسف ينفذ بطريقة تقليدية ابطأت من جني ثماره في بعض المسارات، فالفضاء التربوي ما برح يعاني من هنّات هنا وهناك، فعلى سبيل المثال لا الحصر بعض المناهج طوّر محتواها كـ (الرياضيات والعلوم) لكن لم يتم تبيئتها أي "ملاءمتها مع البيئة المحلية"!! وفي المقابل لم يطوّر منفذوها "المعلمون" بالتأهيل والتدريب النوعي المستمر.
في التجربة الفنلندية وهي تجربة ثرية يشارك المعلمون في دورات منتظمة ومستمرة ليقوموا بعملهم التربوي والتعليمي بكفاءة وفعالية وفق مبدأ "علمني كيف أتعلم" فدور المعلم ميسّر ومنظّم فالاولوية عنده للمتعلم لا للمعرفة.
وأخيرا وليس آخرا.. أتمنّى من مسؤولي مشروع "تطوير" مشاهدة الفيلم الوثائقي "ظاهرة فنلندا: خفايا أكثر أنظمة التعليم غرابة في العالم"، وبعد مشاهدة الفيلم الولوج إلى Salon.com لقراءة المقابلة التي أجراها David
Sirota مع البروفيسور Tony wagner من جامعة هارفارد عن أفضل نظام تعليم في العالم.. إلى لقاء.
* ضوء "لتكن مواكبة العالم بالعمل لا بالتأمل والأمل".
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة