Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الحقيقة المُرَّة في إحصاءات الحوادث

كتبت في الأسبوع الماضي مطالبًا ببدء حملة كالحملة على العمالة السائبة يعلن موعد بدئها ولا نهاية لها، لأن المملكة حصلت على الترتيب الأول في الحوادث حسب الاحصائيات، وماذا بعد 17 وفاة يوميًا أو 20 وفاة يو

A A
كتبت في الأسبوع الماضي مطالبًا ببدء حملة كالحملة على العمالة السائبة يعلن موعد بدئها ولا نهاية لها، لأن المملكة حصلت على الترتيب الأول في الحوادث حسب الاحصائيات، وماذا بعد 17 وفاة يوميًا أو 20 وفاة يوميًا من الحوادث إلا إعلان الحرب عليها والأخذ على يد المتهورين، وقد ذرفت عيناي الدمعة قبيل كتابة هذه الكلمات على عروسين توفيا في حادث تجاوز قاتل، والأمر وصل إلى ضرورة إجراء فاعل، ولم يعد التباكي ولا كتابة المقالات ولا تصريحات المسؤولين مفيدة أمام هذا الطوفان الذي يهلك في بلادنا أكثر مما أهلكته الحروب الدامية في دول مجاورة.
الأمن المروري أصبح مطلبًا ضروريًا لإيقاف نعوش الموت وسرادقات العزاء، ودموع الأمهات، وزفرات الآباء، وتيتيم الأطفال، وإعاقة الآلاف، وحرمان المرضى من سرر في المستشفيات لشغل 30% منها بمنكوبي الحوادث.
يقول قارئ علق على مقال الأسبوع الماضي وما ورد فيه من إحصائيات نشرت حديثًا: "الحقيقة المرة تتضح من الإحصائيات المفزعة في أعداد الوفيات والإعاقات والخسائر الاقتصادية، والمؤلم أن أكثر الحوادث تنجم عن التهور في القيادة بالسرعة، والتجاوز، وقطع الإشارات، وهذا يحدث أمام أعيننا.. نرى المخالفات الصارخة يوميًا ولا نرى من يستوقفها، المرور يحظى بدعم مادي، وبشري، وتجهيزات مراقبة ولا يقابل هذه الإمكانيات، انخفاض واضح في الحوادث.. ولم يبق إلا إسناد مهمة المخالفات إلى شركة متخصصة تعطى نسبة من ضبط المخالفات مقابل عملها، عندها ستعمل الشركة على تطبيق النظام لأن دخلها سيعتمد على ملاحقة المخالفين".
ومع أنني أرى أن الخدمات التي أسندت لشركات لم تتحسن بل أدت إلى تساهل بعض الجهات في أداء عملها إلا أن ذلك يدل على تذمر الناس من الوضع المأساوي من حوادث المرور وقد وصل حدًا عاليًا.. من نفاد الصبر.
وعلق قارئ آخر: "إننا لا نحتاج (ساهر) بقدر ما نحتاج إلى حزمة إصلاحات مرورية"، وهذا ما يطالب به المواطنون المكلومون منهم بفقد عزيز أو من هو في هلع من وقوع حادث له أو لغيره في كل مشوار من مشاويره، يتساوى ذلك داخل المدن مع خارجها، وقد لاحظت تناقل المواقع الإلكترونية للمقال وهو صدى لما في الصدور من آلام.
نظام المرور جيد ولا مشكلة فيه، ولكن المشكلة في عدم الصرامة في تطبيقه، وما حملته الإحصاءات حقيقة مرة نحتاج إلى إصلاح المرور، وما لم يتم ذلك ستبقى القبور مفتوحة، والعزاءات مستمرة، وأسرّة المستشفيات مملوءة، لأن المتهورين لا ترق قلوبهم لدمعة يتيم، ولا لصرخة أم ثكلى، وقد أثبتت أن الجدية والاستمرار في صرامة النظام العلاج الوحيد، وبدونه سوف يستمر حصد الأرواح، وإهلاك الأبرياء بموتهم أو موت عائلهم، إو إعاقتهم جسديًا أو نفسيًا.
الأرقام لا تكذب وبخاصة أنها صادرة من المرور ولا قيمة للإحصاءات إن لم تؤد إلى حلول للمشكلات.
الفاكس 0112389934
IBN-JAMMAL@hotmail.COM
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store